قالت منظمة الصحة العالمية أن من أهم أسباب انتشار فيروس الكورونا هو الإهمال، وهذه حقيقة، فلو أن الطب الوقائي بوزارة الصحة أولى هذا الفيروس عنايته منذ ظهوره قبل سنتين لربما كان اليوم جزءا من ذاكرتنا، أو على الأقل كنا قطعنا أشواطا في التصدي له! لكن ــ للأسف ــ أظهر الطب الوقائي بوزارة الصحة إهماله وتقصيره، وعليه أن يتحمل مسؤولية هذا التقصير والإهمال، فالمسؤولية لا يتحملها الوزير وحده، بل أيضا من خذلوا الثقة وتقاعسوا عن أداء واجباتهم بانشغالهم بأنفسهم ومصالحهم؛ ككتابة البحوث وحضور مؤتمرات التلميع الذاتي، وكأن الوزارة مؤسسة أكاديمية لبناء المجد الشخصي، لا مؤسسة حكومية لخدمة المجتمع والسهر على حمايته ورعايته من الأمراض لا السهر على طباعة البحوث الشخصية! وهناك مسؤول بالطب الوقائي يفاخر بأنه أنجز أكثر من ٢٠٠ بحث، وكنت أتمنى لو أنه انشغل بمواجهة عدوى الأمراض والفيروسات، بدلا من البحوث الشخصية التي لم تسمن ولم تغنِ من جوع في مواجهة فيروس قاتل أهمل في بدايته، فكانت النهاية موتا يحصد الأرواح وهلعا يقلق المجتمع! كان الله في عون الوزير عادل فقيه، فهو لا يواجه أزمة فيروس الكورونا وحدها، بل يواجه أيضا فيروسات الإهمال والتقصير والتنفيع والتلميع، ولكي تنجح الوزارة في تطهير البلد من فيروسات الأمراض المعدية عليها أولا أن تطهر نفسها من فيروسات الفشل!.