×
محافظة المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاLeftالأكثر قراءةالأحدثالأكثر تعليقا بعد كل هذا الحب..خانى على الانترنت! المزيد الشباب يفضلون الهواتف االذكيه عن العلاقه الجنسيه! المزيد لهذه الاسباب تعتبر الكمثرى الفاكهه المحببه لمرضى السكر! المزيد تحذير للسيدات:"حمام المنزل" يسبب الذبحه الصد

صورة الخبر

هكذا نحن دائما وأبدا نعيش تحت رحمة الفجائية فمن غير رعد ولا برق تتدفق مزن السماء وتهمي بالرحمة.. ولكن وما اقسى لكن هذه فهدية السماء سرعان ما تتحول من رحمة الى نقمة بفعل سوء التخطيط وغشامة التنفيذ.. ولأننا كثيرا ما نأتي بعد الحدث ولا نسبقه.. مما يضاعف اثاره التي غالبا ما تكون مدمرة.. والضحية هو المواطن الذي يصاب في نفسه وماله وأهله.. هذا يحدث بين ظهرانينا ونحن فيه متخصصون.. إذ تصادف هطول الأمطار في مكة المكرمة وانا وأهلي وبعض من الصحب في اسطنبول وعشنا في قلب الحدث.. اذ نجحت قناة القرآن من خلال بثها المباشر ان تمكن العالم الإسلامى وكل المتابعين من ان يعيشوا في كنف الروحانية تغشاهم الرحمات.. ونجحت كاميرات النقل المباشر في تجسيد هطول الأمطار وكأنها قرب تدلق الماء منهمرا.. واحتواني شعور بالدهشة إذ ان سائق سيارتي قد عاش في جوف الصورة.. وزاد على ذلك ان أراني الحلاق فيديو يجسد الأضرار التي لحقت بضواحي مكة وشعابها ووديانها.. فأرضنا ما زالت عطشانة استبشر الكثيرون بالقادم حديث العهد بربه وربنا واهتزت الارض وربت والشجر والنبات والطير والحيوان ابتهاجا بعطاء السماء.. فالمطر رحمة.. يحيي الله به الارض بعد موتها لا يجادل في ذلك الا مكابر.. ان البادية يلاحقون الأماكن التي شربت الماء على حد تعبيرهم العفوي وسوف تنبت الزرع والعشب والكلأ لترعى إبلهم واغنامهم.. وتلك عادة ألفها العديد من البادية.. يخيمون في مناطق الرعي ويعيشون فرحة الربيع طولا وعرضا ويطوون الأبعاد سعيا وراء الأماكن المخضرة. اللهم حوالينا ولا علينا رحم الله ماجد بن عبدالعزيز فقد كان مجلسه يعج بالزوار على اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم.. وكانت سعة صدره ودماثة أخلاقه وأفقه الثقافي الواسع واريحيته يغري الحاضرين بالحديث في حرية تامة.. وكنت ارقب تلك المجالس والتي بالطبع كان الموضوع الرئيسي هو الحدث.. وعندما تهطل الأمطار تنسال عبارات وخاصة من المترفين والورم حسب تعبير أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان (يرحمه الله).. بدل ان يتبادلوا التهاني بنزول رحمة السماء.. يتعالى صراخهم اللهم حوالينا ولا علينا.. ويفشلون في طروحات يعالجون بها الأخطاء التي قد تعين المسؤولين في تلمس الحلول لمعالجة الأخطاء. الدفاع المدني رجل المهمات الصعبة ودائما ما تكون المسؤولية في هكذا حوادث هي ميدان الفروسية الوطنية والتفاني في درء الأخطار والتصدي لها في شهامة ورجولة وبطولية يعرضون أرواحهم فداء للوطن ومواطنيه أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم.. ان هذا الجهد الكبير والمبارك إنما يتناسق مع تقديرهم للمسؤولية وجهوزيتهم للتضحية، وأمام هذا الدور الإيجابي فإننا نشد على أيديهم وفي مقدمتهم رئيس القطاع اللواء سليمان العمرو. أمطارنا وأمطار تركيا من العجب العجاب ومما يحار الفكر فيه ان تصادف هطول الأمطار في تركيا مع أمطار العاصمة المقدسة، بل استمر هطولها ثلاثة ايام متوالية بغزارة ولكن لم نشهد وسائل الدفاع المدني او سيارات الاسعاف أو ان السائقين يطرطشون المياه في حركات غير مسؤولة بل ان الحياة طبيعية تمضي الى غايتها في انسيابية ويسر فقط يرتدون الألبسة الواقية من المطر.. وفي هذا دلالة على ان شبكات الصرف الصحي فيها تمكنها من استيعاب اي كميات من الامطار تتساقط.. اما في بلادنا وبكل اسف فان مع تساقط الامطار يرتفع منسوب المياه وسط الشوارع وتغرق المحلات والمباني السكنية والسيارات وتتكشف حقيقة مؤلمة اننا لا نملك شبكات لتصريف المياه مؤهلة لاستيعاب الأمطار، رغم ندرة تساقطها.. ولن أخوض في الأسباب او أكيل الاتهامات جزافا وإنما أشارك الوطن ومواطنيه المأساة.. وأدعو الله ان يحيي تلك الضمائر النائمة حتى تستشعر عظم الأمانة والمسؤولية حتى لا نرى هذه الكوارث مرة اخرى. نحن والصراحة ومواجهة الحقيقة أكاد لا أختلف مع الابن خلف الحربي زميل الحرف والحرفة ان السبب الذي يستعصي ذكره في مكاشفة أمينة وصادقة يكمن في كثافة الأرقام ولكن لا يلبث الواقع ان يكذبها ويجردها من مضمونها وقبل سنوات ضربت مثالا على فهم احد الوزراء وأمين من الأمناء الذي طارت بأخبارهم الركبان انهم لا يرون جدوى من وراء خسارة الملايين لامطار لا تهطل الا في النادر، وهكذا مفاهيم جوفاء عاطلة يدفع ثمنها المواطنون في أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وكثيرا ما تسجل المسئولية وتذيل (ضد مجهول).. وحسبي الله ونعم الوكيل.