×
محافظة حائل

حائل: «النقل» ترصد 456 مخالفة بأكثر من 348 ألف ريال

صورة الخبر

 ارتدت الكنيسة الناصعة البياض والساحة في راسوفو الواقعة في منطقة فقيرة جدا شمال غرب بلغاريا، حلة جديدة بعد اعادة تبليطها بفضل اموال اوروبية، لكن رغم كل اعمال التجديد اشتد الشعور بالاهمال في المدينة. فاعمال التحديث التي جرت منذ انضمام البلاد الى الاتحاد الاوروبي في 2007 لم يكن من شأنها سوى زيادة الشعور باهمال المدينة التي تخلو شوارعها عموما من المارة وتتجاور مبانيها المرممة مع منازل لفها الخراب. ولفتت المهندسة الزراعية المتقاعدة روزا ايفانوفا (78 عاما) التي تقيم ابنتاها في صوفيا الى ان "كل شيء تم تجديده بالمال الاوروبي الساحة والحديقة العامة والمكتبة كما بني نظام للصرف الصحي"، مضيفة "لكن الناس لم يعودوا هنا". كذلك المدارس ارتدت بدورها حلة جديدة الا ان بعضها اقفل لعدم وجود تلامذة. وكانت المدينة تعد نحو اربعة الاف نسمة في الحقبة الشيوعية، يعملون في تعاونيات زراعية وفي الصناعة، لكن عددهم لم يعد يتجاوز الالف معظمهم من المتقاعدين الذين يعيشون من قطعة ارضهم او عاطلين عن العمل. وقال ستويان نايدينوف (62 عاما) وهو سائق متقاعد "لم يعد هناك اي وظيفة للشبان، فاولادي رحلوا، وبقيت وحيدا مع عنزاتي الثلاث"، مضيفاً بأسى "هنا اما نرحل او نموت". واكد الخبير الاقتصادي من معهد اقتصاد السوق في صوفيا يافور الكسييف حالة التدهور منذ 2007 في هذه المنطقة المتاخمة لرومانيا وصربيا والاكثر فقرا في الاتحاد الاوروبي، وقال "ان بعض المؤشرات السلبية تفاقمت مثل انخفاض عدد السكان" وشيخوختهم لا سيما بسبب الهجرة داخل الاتحاد الاوروبي. وفي فيدين احدى كبريات مدن المنطقة تتجاوز اعمار 27 في المائة من السكان الـ 65 عاما ونسبة الوفيات تبلغ 21 في الالف وهو مستوى قياسي تتقاسمه مع مدينة مونتانا الواقعة جنوبا. وقال جيفكو يوردانوف (64 عاما) وهو متقاعد كان يعمل في سكك الحديد في مدينة بروسارتسي الصغيرة بلهجة لا تخلو من السخرية "ان المصانع لم تعد موجودة، هنا الاحداث الرئيسية تقتصر على الجنازات". وفي فيدين وفراتسا ومونتانا تراوحت نسبة البطالة بين 20 و22 في المائة خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2013، اي ضعف المعدل الوسطي البلغاري. اما الاستثمارات فقد حسنت البيئة والبنى التحتية "لكن لم يكن لها اي وقع حقيقي على مستوى معيشة الناس" كما اوضح الكسييف مشيرا الى نقص التفكير في استخدام الاموال الاوروبية. والعام الماضي اثار انجاز بناء جسر على الدانوب بهدف اعادة احياء النشاط الاقتصادي نفحة من الامل. لكن العديد من السائقين ممن سلكوه لم يكرروا ذلك لان الجسر ينفذ الى طرق غارقة في الخراب والاهمال. ويفضل السائقون العبور شرقا رغم الانتظار ساعات في المرفأ قبل الصعود الى عبارات. وفي هذا البلد الذي يواجه انتقادات بروكسل منذ زمن طويل لعجزه في محاربة الفساد وعدم فعالية قضائه، يجري في الغالب "اختلاس" المال الاوروبي بحسب قول الخبير الاقتصادي. وتشير الارقام الرسمية الى ان اكثر من 80 في المائة من المساعدات الاوروبية توزع على 6 في المائة من المشاريع الكبرى. بلغارياالاتحاد الاوروبياقتصاداوروباالسوق الاوروبيةالتدهور الاقتصادي