بلد مثل الإمارات أو قطر يحتاج إلى استيراد الأعلاف، وليس للماشية بل للخيول التى يملكها الميسورون، ويتركون عملية المقاولة تلك لمن يثقون به من رجالهم. ذاك المورّد على عجلة من أمره دائما، ويُفضل استيراد الأعلاف بواسطة الطلب الهاتفي والتحويل المصرفي المباشر، فهو يرى في اختصار الطريق ثقة عميله صاحب الخيول، ثم إن الشاحنة تتحرك من مواقع الشركات الزراعية في بلادنا مساء لتصل صباح اليوم التالى، وكل أمر مُيسّر ضمن الاتفاقية الاقتصادية لدول مجلس التعاون. ولا يحتاج الباحث عن الربح والسهولة ورضا العميل إلا لمسات لوحة المفاتيح. كما أن المصدر في المملكة العربية يرتاح من عميل موثوق. وقبل أن أبحث في هذا الشان، الذي قد تقصر معلوماتي فيه أقول إنني رأيتُ إعلانات متكررة في صحافتنا المحلية تطلب من الباحثين عن الأعلاف المحليين استيراد الأعلاف للأنعام والماشية لأن إنتاجها محليا يحتاج إلى إجهاد المخزون المائي عندنا، وليس من العقل أن نُشبع حيوانات ليظمأ البشر مستقبلا. ثم إن تربية الخيل للسباق والزينة لا تكاد تزدهر إلا ببلاد ذات مراع خصبة وبنية بيئية متعارف على أهميتها،. وبيئة قارات أوروبا وامريكا وبعض نواحي قارة استراليا، لا تُكلف مالكي الخيول طعامها فالمراعي الخصبة كفيلة بذلك. يرافق هذا امتداد ووفرة الخدمات البيطرية. وبخلاف ذلك عندنا، فإلى جانب الإطعام الذي يُكلفنا كثيرا، علينا أيضا أن نوفر خدمات مساندة كثيرة. والبلدان التى تُصدر الخضر والفواكة إلينا لا تعدم وفرة المياه، فالزراعة أما سقياً بواسطة الترع أو أنها ذات مواسم أمطار تجعل الزراعة البعلية ذات مردود جيّد. فالتصدير منهم إلينا يهدف الربح والعملة الصعبة، فماذا نستهدف نحن من إجهاد المياه الجوفية؟ عملة صعبة؟.. دعاية؟.. عندنا من الاثنتين الكثير.