×
محافظة المنطقة الشرقية

الأمير جلوي بن عبدالعزيز: القيادة حريصة على وصول الرياضة السعودية إلى العالمية

صورة الخبر

(أنا والفشل توأمان، ولدنا في يوم واحد من رحم واحدة. وكيف لا يُمنى بالفشل من يولد عربيًا في زمن لا تلقى فيه هذه البضاعة رواجًا عند أحد، خصوصًا إذا كنت من غير أبناء الذوات!) بهذه الكلمات الموجعة بدأ البروفيسور سعد الصويان مقاله في مجلة المعرفة (فاشل فاشل فاشل!) بتاريخ 11/1/2011م، حيث يذكر في مقاله أنه أمضى 17 عاماً في أمريكا وفشل في (التأمرك)، ورجع إلى بلاده بعد ذلك وفشل في (التسعود)، وأنه أراد أن يخدم وطنه من خلال مشاريع في جامعته لكن صديقه الفشل كان له بالمرصاد، وفشل في إقناع المجتمع الأكاديمي بضرورة الالتفات نحو التراث الشعبي والفلكلور وأهمية الدراسات الشعبية، حيث فُسّر هذا الرأي أنه دعوى للعامية وهدم للغة وتأجيج للعنصرية القبلية! وفشل في رئاسته لقسم الاجتماع في جامعة الملك سعود حينما أراد أن يُدخل تخصص علم الإنسان (الأنثربولوجيا)، وجاء التفسير من زملائه أن ما يفعله (قطع لأرزاقهم)! يالله! كم يعاني المبدع لكي يصل إبداعُه لمجتمعه ويزوّده بالمعرفة والوعي! كم يحتاج من عُمر حتى يقنع الناس أنّ لديه شيئاً يستحقّ التوقف والانتباه، ألا يستحقّ الدكتور سعد أن يحظى بعُشر مِعشار ما يحوز عليه لاعب كرة قدم من تقدير وشهرة واهتمام؟ فاز الدكتور سعد بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابه (ملحمة التطور البشري)، وهو تكريم يستحقّه، وكان مشرفاً على مشروعين بحثيّين كبيرين: الأول (المشروع الوثائقي للملك عبدالعزيز آل سعود سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية في عشرين مجلدا ضخما) والثاني هو (المشـروع الوثائقي للثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية في 12 مجلدا) إضافة لكتب أخرى لا تقلّ أهمية! (كم تمنيت أن جميع الفاشلين مثله!)، أيها المسؤولون عن الثقافة والإعلام في بلدنا: المبدع يستحق تكريماً قبل أن يموت! هذا الرجل الذي أمضى نصف حياته يكتب ويؤلف ويدرس ويبحث يواجهه المذيع في آخر لقاء تليفزيوني بقوله: (أنت محتاج فلوس؟).