×
محافظة المنطقة الشرقية

بيع تمور الأحساء في المهرجان لأول مرة بتقنية «الباركود الإلكترونية »

صورة الخبر

ليس هناك مكانٌ يبدو فيه الإنسان المسلم أكثر روحانية وخشوعاً وتسامحاً أكثر من المسجد؛ فهو بيت الله الذي تحفُّه الطمأنينة والهدوء، وهو المكان الذي يتخلص فيه المسلم من أحقاده وضغائنه، ويكون في لحظة اتصال خالصة تماماً مع الخالق سبحانه وتعالى. هو المكان الذي لا يمكن أن يصبح مكاناً للتنازع، ولا للصراع، ولا لبث الأحقاد بين المسلمين؛ فهو المكان الأمثل للتصالح بين اثنين، أو بين فرقتين، فيما لو كان بينهما تنازع حول قضية تخص الدين وحده! فكيف إذا كان الأمر يخص الدنيا؟ وكيف إذا كان الأمر يتعلق بنزاعات سياسية لا غالب فيها ولا مغلوب، بل لا صادق فيها ولا كاذب، فهل يمكن أن يكون صادقاً دائماً ونزيهاً من يصارع لأجل كرسي سلطة؟ ففي جامع الفردوس في الرياض، ثم في جامع النور بجدة، دخل الخطيبان إلى الجامع وفي جيبيهما فتنة سياسية، نقلاها من الإعلام، ومن مواقع التواصل الاجتماعي، إلى منبري جامعين يحفهما السلام، دون أن يفرقا بين خفّة مواقع التواصل الاجتماعي وتلقائيتها، بل عدم مباشرة القول فيهما، ورزانة الجامع وهدوئه، وكذلك التحدث إلى أشخاص موجودين بشكل حقيقي، لا بشكل افتراضي كما في «تويتر» أو «الفيس بوك»؛ وبالتالي كان من المنتظر أن ينهض المصريون ويعترضوا على خطبتيهما، والدعاء المباشر على الفريق السيسي، مع بشار، بأن يجتثهما الله، ولم يدركا عاقبة ذلك على المصلين، وإثارة الفتنة بينهم، إلى الحد الذي جعل أحد المصلين ينزل «عقاله» من على رأسه، ويعتدي بالضرب المبرح على أحد المصلين المصريين، فهل هذا ما ننتظره من خطبة جمعة؟ وهل ستصبح خطب الجمعة أصداء للمنابر الحزبية كما في رابعة، أو في ميدان النهضة، من حض على الصراع السياسي؟ خاصة أننا ندرك أن الدين في كلماته وخطبه يستخدم التورية بدلاً من الحديث المباشر، كأن يدعو الخطيب على من يثير الفتنة في مصر، وعلى كل من يسفك دم مسلم، من أي طرف كان. على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أن تتصرف في هذا الأمر، وأن تتنبه لما يحدث في المساجد، وأن توقف الفوضى والنزاع فيها، فهل يعقل أن يصلي إمامان بجماعتين مختلفتين في مسجد واحد، كما حدث في مدينة الرس؟ هل التنازع وصل إلى هذا الحد، أن تصلي جماعة خلف إمام، وتنتظر الأخرى التي ترفض هذا الإمام؛ كي تصلي خلف إمامها؟ هذه بوادر مسيئة لمجتمعنا الذي اعتاد على التسامح والتفاهم والحوار، ولا بد من ضابط لكل هذا الانفلات، بدلاً من أن يكبر، وتتسع دائرته، فيشمل المجتمع نفسه خارج المساجد.