عبر الطالب عبدالرحمن عبده أحمد عن سعادته واعتزازه بالكلمات التشجيعية التي تلقاها من وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وأكد لـ«عكاظ» أن ما قدمه من عمل لم يكن ينوي إبلاغ أي شخص به طوال حياته، لولا الإلحاح الذي وجده من إدارة المدرسة، ولو عاد به الأمر لأخفاه عن الجميع. وبين عبدالرحمن أن فجع بوفاة أحد أصدقائه ممن كان معه في حلقة تحفيظ القرآن الكريم وكان يفتقده، وبعد أن سمع عن نية تخصيص عمل ليكون وقفا له، أبلغ والده ليساعده في دفع ما تيسر لإنشاء الوقف وهي عبارة عن برادة مياه تكون عن زميله المتوفى، وبالفعل قدم له بعض المال إلا أنه لم يقنع بذلك وعزم النية على دفع المزيد من المال، ولم يجد إلا مصروفه اليومي والذي كان يقدم لمن يجمع الأموال لصالح الوقف المخصص لزميله وظل على تلك الحالة 12 يوما. وأفاد الطالب عبدالرحمن، أنه لم يكن يتناول أي وجبة طعام طوال وجوده بالمدرسة، ولم يرد إبلاغ أي شخص بما يقوم به حتى والديه، لأنه يريد عملا -على حد قوله- خالصا لوجه ربه الكريم وكان يتحمل لأجل ذلك الجوع، وما أن يصل إلى منزل أسرته حتى يندفع إلى المطبخ بحثا عن الأكل، مؤكدا أنه لو عاد به الزمن للخلف لفعل ما فعله ولأخفاه أكثر دون أن يكتشف أبدا. بدوره، بين عبده أحمد عبده سلطان، أن ما فعله ابنه عبدالرحمن كان أمرا مفاجئا لكل أسرته فقد حرم نفسه من الطعام لأجل صديقه المتوفى وهو عمل نبيل أسال الله أن يكافئه عليه خير الجزاء، ملمحا إلى أنه يحث على المزيد من الأعمال الخيرية دون النظر لأي اعتبارات أخرى ولا ينتظر الجزاء إلا من الله العلي القدير. وقال: أشكر كافة المسؤولين على وقفتهم لتشجيعه وعلى وجه الخصوص سمو وزير التربية والتعليم والذي حرص على لقائنا وتشجيع عبدالرحمن والذي يعد الرابع في ترتيبه بين إخوانه.