الضربة الاستباقية، التي أحبطت الأجهزة الأمنية من خلالها مخططا لتنظيم «القاعدة» للعودة مجددا إلى المملكة، وألقت أثناءها القبض على 62 عضواً من الإرهابيين السابقين والجدد، تدل دلالة قاطعة على أننا لا نزال وسنظل في مواجهة الفكر المتطرف الذي لا يقبل الحوار، ولا يجيد سوى لغة الدم والدمار. لقد كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن 35 شخصا من الإرهابيين سبق إيقافهم على خلفية قضايا أمنية، بعد أن استغلوا ظروف بعض دول الجوار، لتهيئة أرضية للتنظيم داخل البلاد، بهدف تنفيذ مخططات لتفجير أجهزة الدولة وتنفيذ اغتيالات، مشيراً إلى أن أعضاء هذا التنظيم اعتمدوا على دفن الأسلحة في بعض المواقع السكنية، وهي الإستراتيجية التي كانوا يعتمدونها في الفترة ما بين 2003 و2007، كما أسسوا مصنعاً للدوائر الإلكترونية للتفجير والتشويش والتنصت. لماذا لا يقبل شبابٌ بهذا العمر الحيوي لغة الحوار؟! لماذا يتوجهون لتنظيمات القتل والإبادة والتفجير؟! لماذا لا تجدي معهم جهود لجان المناصحة، بل تزيدهم إصراراً على مواقفهم؟! هل لأن من غذّى فيهم هذا الخطاب التكفيري، أقوى من كل البرامج التي يُفترض أنها الأفضل لوأد واستئصال الفكر الإرهابي من حياتنا؟! هناك مأزق حقيقي في قاعدة التفكير، وليس في قاعدة التكفير. الثانية قد يتعامل معها الجهاز الأمني، أما الأولى، فتحتاج إلى عمل دؤوب في مجالات التعليم والإعلام والدعوة، وفي مجالات الخدمات التنموية الاجتماعية، و تحتاج أن يقود هذا العمل منسق واحد يؤمن بأن التفكير هو قاعدة المستقبل.