حي الديرة والمعروف بـ «البلدة القديمة» التي تحوي 870 منزلاً تقريباً، تعد من المعالم الأثرية البارزة في محافظة العلا، إذ يعود تاريخها إلى أوائل القرن السابع الهجري، فهي تتمركز على هضبة كبيرة تعرف بـ «الجبيل» أو بجبل «أم ناصر». يقول أبو ممدوح من سكان المنطقة لـ «الحياة»: «إن جدي حدثني كثيراً عن هذه البلدة، فقد تم إنشاؤها بشكل موحد، ومحصن كونها واقعة في مكان مرتفع يعزز لقاطنيها الأمان من تربص الأعداء، كما أنها مهيأة لدرء مخاطر السيول». ويؤكد أبو ممدوح في حديثه أن «البلدة القديمة» تتميز بخصوبة تربتها للزراعة، إضافة إلى توافر المياه النقية وهي مياه «عين تدعل» البالغة 80 عيناً تقريباً ويعرف مصبها الرئيس بـ «الجنينة»، إذ يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد واستمرت في عطائها وسقيا غالبية المزارع الواقعة في الجهة الشرقية من «البلدة» إلى جانب تزويد بيوت البلدة بحاجتها من المياه حتى توقفت عام 1402هـ . الزائر لهذه البيوت الطينية، يلاحظ أن سكان هذه القرية اعتمدوا على شكل واحد في بناء منازلهم، إذ يتكون المنزل من دورين، الأول مخصص للاستقبال والتخزين والثاني للمعيشة، في حين تتميز هذه القرية بأن المنازل شيدت بطريقة مترابطة ومتلاصقة، وتحوي هذه البلدة الأثرية 14 باباً، تفتح صباحاً وتغلق في المساء، إذ تتكون من حيّين هما «حي الحلف» و«حي الشقيق». وتتضمن هذه القرية الأثرية معالم إسلامية كثيرة، أبرزها مسجد «العظام» الذي يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم، صلى به أثناء مروره بـ «وادي القرى» سالكاً طريقه لـ «غزوة تبوك»، إضافة إلى وجود مسجد يسمى بـ «الصخرة» الذي يعود بناؤه إلى أكثر من 630 عاماً. وتتخلل «البلدة القديمة» سوق تسمى بـ «الدور»، وهي مكان مفتوح خارج القرية من الجهة الغربية وتمتد حدوده شمال مقبرة «الشقيق» وحتى جنوب مقبرة «الحلف، ويتوسط البلدة جبل يكنى بـ «أم ناصر». عندما تتجول في هذه «القرية» تلفت انتباهك في أعلى الجبل قلعة موسى بن نصير، وهي قلعة حصينة بنيت للمراقبة والدفاع عن البلدة، ويمكن الوصول إليها عبر درج مبني من الحجر ومنحوت في الصخر في بعض أجزائة، ويمكن لمن في القلعة التزود بالماء من بئر محفورة أسفل الجبل في جهته الجنوبية ويعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى الفترة الواقعة بين القرنين السادس والثالث قبل الميلاد وقد جددت مرات عدة عبر العصور. معالم أثريةمحافظة العلا