على مدار أعوام شكلت البطالة السبب الرئيس لدى غالبية الباحثين والاختصاصيين الاجتماعيين في تطرف الشبان في الدول الإسلامية، ومن بينها السعودية. بيد أن دراسة أمنية سعودية حديثة صدرت عن كلية الملك فهد الأمنية في كانون الثاني (يناير) الماضي كشفت عن أن العوامل السياسية تعتبر أهم أسباب التطرف العقائدي والفكري في المجتمع السعودي، إضافة إلى التعصب القبلي أو الطائفي. وكشفت دراسة أمنية حديثة عن أن نحو 80 في المئة من السعوديين يرون أن العوامل السياسية أبرز الأسباب الدافعة للتطرف، موضحة أن 76 في المئة من الشبان في السعودية يرون أن المملكة تتعرض لمعوقات عدة، تحد من جهودها في الحد من ظاهرة التطرف. وأوضحت الدراسة، التي أصدرتها كلية الملك فهد الأمنية وأعدتها الدكتورة غادة الطريف على عينة تشمل أكثر من 62 ألف طالب جامعي في الرياض وجدة، أن العوامل السياسية التي تؤدي إلى التطرف تتمثل في عدم احترام المسلمين والصورة السيئة عنهم لدى الغرب، والإحساس بهيمنة الدول الغربية على الدول النامية، تلتها الإساءة إلى الإسلام من بعض الحكومات الغربية. واعتبرت أن زيادة التعصب القبلي والطائفي، ووجود التناقض في التعامل بين أفراد المجتمع من الأسباب التي تؤدي إلى التطرف وتغذية ثقافة التطرف والكراهية من وسائل الإعلام، إضافة إلى أن تطرف أحد أفراد الأسرة يجعل بقية الأسرة عرضة للتأثر بأفكاره واتخاذه قدوة. وبينت أن نحو 70 في المئة ممن أجريت عليهم الدراسة يعتبرون كثرة الأحياء الفقيرة والعشوائية سبباً في التطرف الفكري والعقائدي، وكذلك عدم إشباع الحاجات الأساسية لدى الشبان، إضافة إلى اعتقاد 63 في المئة بأن رغبة الفقراء في الانتقام من المجتمع من أسباب التطرف الفكري. وأفادت بأن نحو 75 في المئة يرون أن الشعور بالظلم والإحباط والرغبة في الانتقام من أصحاب الفكر الضال من المجتمع سبب في التطرف الفكري. وأشارت إلى أن من الأسباب المؤدية إلى التطرف بعض العوامل الثقافية، منها وسائل الإعلام التي تزرع الفتن وتدعم التطرف الفكري، وانتشار مواقع «الإنترنت» المشبوهة وكثرتها، وتدني الوعي بالآثار المترتبة على التطرف. التعصب العرقي