كشفت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن تنظيم داعش في السعودية، هي تنظيمات ولدت من رحم القاعدة في أفغانستان بدأت في الانتشار مع الألفية الثالثة من معسكرات جبال أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر لتتجه إلى مياه المحيط الهندي وتحديدا في بحر العرب وتتمركز قبالة السواحل اليمنية قبل أن تجعل من جبال شمال اليمن جيوبا لها. هذا كان متوقعا للقاعدة العربية وليس الأفغانية، فمنطقة القرن الأفريقي الرابطة بين المحيطين الأطلسي والهندي لا تهدأ أبدا من القلاقل تغري الغزاة وكل الجماعات الانفصالية؛ لذا لا نرى الصومال يستقر على حال, كذلك جنوب شرقي أفريقيا لا يعرف الاستقرار السياسي. داعش السعودية هي امتداد طبيعي لداعش سوريا والعراق وفيما بعد داعش ليبيا ومصر,كما كانت القاعدة قاعدات: أفغانستان, باكستان, اليمن, السعودية, العراق, سوريا, المغرب العربي. وسوف تستمر القاعدة وداعش في التوالد في الوطن العربي وتتكاثر حتى تصل الشمال الأفريقي وتستوطن في المغرب العربي ثم تسيح على أوروبا إذا لم تتحرك الدول الأوروبية وأمريكا في دحض القاعدة مع تفريعاتها داعش. تسعى المنظمات الإرهابية الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط عبر شرقي أفريقيا وعبر دول المغرب العربي والبحر الأحمر من أجل دخول أوروبا, كما تسعى إلى التوسع في مياه بحر العرب للتأثير على دول الخليج والسعودية واليمن، لكن هذا المحور بحر العرب أو جنوب غرب آسيا شريط ضيق لأنه محاصر في الغرب والجنوب بمياه بحار، وفي الشرق هناك دول مثل باكستان وإيران قادرتان على التعامل مع المنظمات, أما في الشمال تقف السعودية بقوة ووعي لمواجهة الإرهاب وهي المرحلة القادمة مع داعش التي تعرضت لانكسارات في العراق وسوريا من المنظمات والأهالي والجيش الحر لذا ستكون مواجهة الأمن السعودي قوية لأن أهداف داعش التخريب والفوضى وهز أركان الأمن وتدمير اقتصاد الدولة والاقتصاد المحلي. مواجهتنا القادمة ستكون في الحد الجنوبي - اليمن وبحر العرب- أما الحد الشمالي ستشهد مواجهات عنيفة في العراق وسوريا ما بين منظمات القاعدة وتفريعاتها داعش وبين القوى المتصارعة هناك, إذن، الخطورة الحالية هي القاعدة وداعش اليمن التي تغذيها دول وتتلقى الغطاء السياسي والمالي من دول تتربص بالمملكة التي تعتبرها المنظمات الإرهابية أقوى المتاريس بالمنطقة، وهذا يتطلب منا وعيا اجتماعيا وثقافيا ووطنيا لمواجهة التنظيمات التخريبية التي تتسلل من خلف معاطف الدين والانسياق وراء حماس تاريخي وشعارات تراثية في سجلنا التاريخي دون أن يكون هناك وعي بالمخاطر الحقيقية التي تدور حولنا.