×
محافظة الرياض

محافظ القويعية يكرم المتفوقين

صورة الخبر

قفزت أسعار الرز الحساوي هذا العام بنسبة بلغت 100% عن سعرها قبل عامين، وأرجع متابعون سبب ذلك إلى رفع رسوم استقدام العمالة التي فرضتها وزارة العمل على العمالة، وكذلك رفع وزارة الزراعة الدعم عن هذا المحصول، إضافة إلى ارتفاع كلفة العمليات الزراعية من رسوم الكهرباء والأيدي العاملة وغيرها. وفي ظل هذه الظروف التي يعانيها الفلاحين من أكثر من جانب طالب متابعون ومهتمون بهذا الشأن بضرورة إيجاد دعم مادي للفلاحين مع منحهم ميزات أخرى تتعلق برسوم العمالة والكهرباء تمكنهم من مواجهة موجة الخسائر التي يتكبدونها يوماً بعد آخر. معاناة يشكي المزارع عباس السلمان "يملك مزرعة للرز الحساوي" من عدم وجود أي نوع من الدعم أو أي قرش واحد يقدم لهم، سواء أكان من وزارة الزراعة أو هيئة الري والصرف بالاحساء، وأضاف أنهم كمزارعين يتكبدون تكاليف باهظة نظير استمرارهم في زراعة هذا المحصول المهم، حيث يتحملون كلفة الأيدي العاملة، ورسوم الكهرباء العالية لاستخراج المياه عبر المضخات، ومن ثم الحصاد، والتذرية، والنقل، والتسويق، معرباً عن أسفه الشديد من غياب دعم الزراعة لأي مرحلة من تلك المراحل! طلب متزايد يشير محمد أحمد السالم "تاجر رز حساوي" أنه يتلقى طلباً جيداً من مدن المملكة المختلفة ومن دول الخليج لشراء الرز الحساوي الذي يتمتع بفوائد صحية كبيرة، وبرأ السالم ساحة الفلاحين من ارتفاع الأسعار مرجعاً إياها بتحملهم كلفات عالية داعياً إلى دعمهم ومساعدتهم في مهنتهم الشاقة، مشيراً إلى أن سعر الكيلو الواحد يبلغ الآن 40 ريالا، فيما كان الكيلو قبل سنتين يباع ب 18 ريالا. ويشير السالم إلى أن الطلب على الرز الحساوي بات يزداد عاماً بعد آخر، حيث استشعر كل من تناوله القيمة الغذائية العالية التي يحتويها هذا الرز. شح العمالة بدوره أشار المهندس الزراعي مهدي ياسين الرمضان "عضو مجلس هيئة الري والصرف السابق" أن أسعار الخضار عموماً في المملكة ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 20 – 30%، مؤكداً أن العمالة المتاحة بعد حملة وزارة العمل باتت أقل من الطاقة الإنتاجية للمزارع، مضيفاً أن عدداً ليس بالقليل من أصحاب مزارع الرز خرجوا من الإنتاج، فيما قلل البعض الآخر من مساحته الزراعية، مما انعكس على كمية الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار. حث المهندس مهدي على الاستمرار في زراعة الرز الحساوي لأهميته الاقتصادية، وفي الوقت ذاته حذر من خروج أي فلاح يزرع الرز الحساوي عن زراعته، معللاً ذلك إلى كون هذا المحصول عرفت به واحة الأحساء منذ مئات السنين ولابد من الحفاظ عليه، معتبراً أن الدعوة لوقف زراعة الرز الحساوي ارتبطت بظرف مؤقت وهو انخفاض منسوب المياه، وهذا الظرف سيزول إن شاء الله بعد انتهاء مشروع نقل المياه المعالجة ثلاثياً من الخبر إلى الأحساء، ومع تطبيق استخدام الري بالتنقيط الذي سيحفظ على نسبة المياه الجوفية المستخدمة لري الرز. تدوير العمالة حث المهندس الرمضان وزارة العمل إلى حل مشكلة العمالة في القطاع الزراعي، ووجه عتاباً لها كونها اختارت في آليتها للعمالة الطريقة الأسهل وليس الأفضل أو الأنسب، مضيفاً أن من الأفضل أن يوكل موضوع استقدام العمالة الزراعية إلى الجمعيات التعاونية الزراعية المنتشرة في عموم مناطق المملكة عبر اتفاق وتنسيق بين وزارتي العمل والزراعة، مضيفاً أن ترك المجال لاستقدام العمالة للجمعيات الزراعية ويسند إليها رفع كفاءة وإدارة العمالة والاستفادة منها سيوفر عمالة جيدة تغطي الحاجة، مشيراً إلى وجود جمعيات زراعية متخصصة في النخيل وأخرى في البطاطس وغيرها، فيتاح لها استقدام عمالة كبيرة، وهي بدورها تبرم عقودا مع أصحاب المزارع في مواسم صرام التمر، وحصاد الرز والبطاطس وغيرها، حيث إن الفلاح لا يحتاج للعمالة إلا خلال فترة وجيزة من السنة فتكون خلالها تلك العمالة متوفرة من خلال الجمعيات، وأعرب عن أسفه إلى عدم استفادة الزراعة في المملكة من الموسمية الزراعية واختلاف المناخ بين مناطقنا، داعياً في هذا السياق إلى تدوير العمالة بين مناطق المملكة واصفاً إياها بالحل الأفضل والمهم الذي يجب الإسراع في تطبيقه للحد من الأسعار الملتهبة الآخذة في التصاعد. غير معقول المهندس حجي العاشور (باحث ومتخصص في زراعة الرز الحساوي) أكد على أن مزارعي الرز الحساوي يعانون معاناة شديدة من ارتفاع كلفة زراعته، مؤكداً على ضرورة وجود دعم مادي جيد ومجز ومعها تشجيع من وزارة الزراعة، محذراً من أنه ومن دون هذا الدعم ستستمر معاناة الفلاحين وربما يصل بهم الحال إلى ترك زراعته فتخسر الزراعة لدينا في المملكة محصولاً مهماً من الناحيتين الاقتصادية والغذائية. وأردف العاشور في حديثة قائلاً: من غير المعقول أن يبقى يتحمل الفلاح كلفة الحصاد والتذرية وبقية العمليات الزراعية للرز؟! وتساءل: أين الآلات الزراعية التي تساعد مزارع الرز في زرعه وحصاده؟! ولفت إلى أن جميع وزارات الزراعة في جميع دول العالم تدعم منتجاتها الزراعية ولا تترك الفلاح يكابد لوحده دون أن تمد يد العون والمساعدة له، مختتماً حديثه أن الرز الحساوي محصول وطني ويجب الحفاظ عليه. قيمة غذائية لا توجد إحصائية دقيقة للكميات التي تنتجها الأحساء من الرز "ذو اللون الأحمر الداكن"، إلا أن تقديرات تشير إلى أن تبلغ 2000 طن، وهو يعد أحد أغلى الأنواع على مستوى العالم، وهو من النباتات الصيفية، ويشير العاشور إلى أن هذا الرز يتمتع بنسبة عالية من الألياف مما يسهل هضمه، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتينات، وارتبط تناوله لدى النساء بعد الولادة، وكذلك يتناول بكثرة على موائد شهر رمضان المبارك.