أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، أمام 50 شخصية إسرائيلية في رام الله أمس، انه أمام الفلسطينيين والإسرائيليين «خياران: إما أن نعيش في دولتين بأمن وسلام على حدود العام 1967 وإما أن نعيش في دولة واحدة ونحصل على حقوق متكافئة». وتابع: «من دون ذلك سنعيش في نظام فصل عنصري أسوأ من نظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا». وكشف عريقات أمام الشخصيات الإسرائيلية، وجلهم من النشطاء في المجموعة الناطقة بالروسية في المجتمع الإسرائيلي، عن محادثة شخصية قضّت مضاجع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون. وقال عريقات أمام الشخصيات التي استضافتها لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أمس: «قلت لشارون: سيدي رئيس الوزراء، تعال معي إلى مدينتي أريحا، وهناك أغمض عينيك، وتخيل أننا في عام 2020، وسر معي من أريحا إلى تل أبيب، ماذا ترى؟ سترى أن غالبية سكان هذه الأرض هم فلسطينيون، ماذا ستفعل بنا سيدي رئيس الوزراء». وأضاف عريقات: «عاد إليّ شارون قائلاً: ثائب (وكان يلفظ حرف الصاد ثاء) سؤالك يجعلني لا أنام. فأجبته: نعم. هذا هو الجرس الفلسطيني الذي لن يدع الإسرائيليين ينامون». وكشف عريقات عقب الاجتماع لـ»الحياة» أن الرئيس محمود عباس والرئيس الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز عقدا سلسلة لقاءات في لندن وبعض المدن الأوروبية وفي العاصمة الأردنية في عام 2011، وأنهما بحثا بعمق في حل الدولتين على حدود عام 1967. وأضاف عريقات إن اللقاءات انتهت عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نتائجها. وتابع: «في إحدى المرات استضافنا الأردن، وذهب الرئيس عباس إلى عمان وسافرت معه. وانتظرنا هناك قدوم بيريز، لكن مكتبه اتصل بي وقال إن نتانياهو يمنعه من القدوم». يذكر أن بيريز اتهم (أ ف ب) الثلثاء نتانياهو بأنه حال عام 2011 دون التوصل إلى اتفاق سلام تم التفاوض في شأنه سراً مع الفلسطينيين. وقال بيريز في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «استعرضنا (بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس) كل النقاط وكان الاتفاق جاهزاً». وأقر بأنه التقى مراراً عام 2011 الرئيس الفلسطيني في عمان في إطار فتح قناة سرية للتفاوض. وأضاف: «طلب مني نتانياهو أن انتظر لبضعة أيام لأنه كان يعتقد أن توني بلير (الموفد الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط) يستطيع أن يقدم عرضاً أفضل (...) مرت الأيام ولم يتم التقدم بعرض افضل». وتلقى عريقات أسئلة قوية من النشطاء الإسرائيليين حول الفصل العنصري وما سماه أحدهم اللاسامية في حركة «حماس» وغيرها. ورد عريقات بأن حركة «حماس» ستلتزم بعد المصالحة بالاتفاقات الفلسطينية. وهذا اللقاء واحد من سلسلة لقاءات تعقدها لجنة خاصة في منظمة التحرير الفلسطينية للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي يرأسها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد المدني. وقال المدني لـ «الحياة» إن الهدف من هذه اللقاءات هو إيصال رسالة السلام الفلسطينية إلى المجتمع الإسرائيلي في ظل رفض الحكومة الإسرائيلية قبول حل الدولتين. وأضاف إن المزيد من اللقاءات سيعقد في الفترة المقبلة». ودعا «المجتمع الإسرائيلي إلى أن يعي أننا نريد ونسعى إلى سلام عادل على أساس إقامة دولتين على حدود العام 67، وأن هذا هو الحل الوحيد الممكن، وأن الحكومة الإسرائيلية ترفضه وتعمل على تعطيله». إسرائيلفلسطينالاستيطان