في دراسة قامت بها ABIM وهي مؤسسة غير ربحية أُنشِئت من قِبل المجلس الأمريكي للطب الباطني في عام 1999 لتعزيز الكفاءة المهنية والقيادة الطبية في تقييم الجودة وتحسينها، وشارك في الدراسة نحو 600 طبيب، تبين أن ثلاثة أرباع الأطباء يدركون أن الفحوصات المخبرية والإجراءات غير الضرورية للمريض تمثل مشكلة خطيرة على النظام الصحي الأمريكي. ورأى 66% منهم أن مسؤولية الطبيب كبيرة لتجنيب المريض تلك الفحوصات والإجراءات. وفي حين 47% من المرضى يطلبون تلك الفحوصات على الأقل مرة أسبوعياً، فإن 72% من الأطباء يطلبونها لمرضاهم مرة أسبوعياً، على الجانب الآخر برر 53% من الأطباء قيامهم بطلب تلك الفحوصات بناء على إصرار المريض «على مبدأ: الجمهور عاوز كده» مع علمهم بعدم الحاجة لها. اللافت للانتباه أن نحو 70% من الأطباء استطاعوا إقناع المريض بعدم الحاجة لتلك الفحوصات والإجراءات، وهنا يبرز دور التواصل والثقة بين الطبيب والمريض. هذا في أمريكا عاصمة الطب، التي تتهافت أفئدة بعضهم للعلاج فيها ويتغنى بعضهم بطبها آناء الليل وأطراف النهار. ترى ماذا عن الوضع لدينا حيث مجانية الفحوصات وغياب المحاسبة واعتقاد بعض المرضى والأطباء أنه كلما زادت الفحوصات كلما كانت الخدمة أكثر جودة، ناهيك عما يحدث في الطب الخاص من تجارة الفحوصات وأرباحها. أما مهارة التواصل بين الطبيب والمريض فحدِّث ولا حرج، فقد تتفاوت ما بين معدومة أحياناً وكتابة الوصفة قبل دخول المريض، إلى الانشغال بالهاتف في حضرة المريض، وقد تصل إلى التطنيش، والحمد لله أنهم قلة.