×
محافظة مكة المكرمة

"الصحة" تنفي إصابة "عادل فقيه" بـ"كورونا"

صورة الخبر

شخصيا لا أحب التقبيل إذا سلمت على الرجال ولا أفعله إلا إذا كنت مضطرا لمنع سوء التفسير لموقفي. وخلال سنوات طويلة ماضية كنت أكره أيام الأعياد ومناسبات الزواج لأن هناك رجلا في حارتنا إذا سلم عليك (شفط) خدك شفطا وترك شيئا من بقايا فمه على وجهك. أعرف أن هذا (مقرف) لكنه كان يفعل ذلك من باب الحب والتقدير وليس من أي باب آخر. ولا أذيع سرا إذا قلت إنني تحاشيت كثيرا من المناسبات العائلية لكي لا أقع في براثن شفطه ونفخه ثم أضطر للمعالجة النفسية لما يزيد على ثلاثة أيام بلياليها. وحين قضيت في الغرب الأمريكي بضع سنوات قدرت للرجال هناك، حتى الأصدقاء منهم، أنهم يصافحونك فقط على بعد لا يقل عن متر ونصف أو مترين. وهذا يعني أنك ستسلم حتما من كل ما قد تنقله جراثيم شفاههم أو خدودهم أو خياشيمهم. وها نحن نجد سببا آخر لهذا التصرف الغربي الحميد بعد أن حل فيروس (كورونا) في بلادنا وأصبح نفس المصاب شرا مستطيرا يصعب منعه أو ضمان نتائجه. ولذلك كان من الجيد والمفيد جدا أن يطالب أطباء في الإمارات بالتوقف عن المخاشمة، التي هي حك الأنف بالأنف. وهي في نظري من أغرب عادات السلام التي لا تقتصر على منطقتنا فقط، بل توجد، أيضا، في بقاع نيوزلندية شهدت عليها صورة لرجل مسن محافظ على عاداته وهو يحك أنفه بأنف الأميرة البريطانية كيت. طبعا هناك فرق بين أن تحك أنفك بأنف كيت وتشم أنفاسها وعطورها الملكية وبين أن تحك أنفك بعشرات أنوف الرجال العابرين. ولذلك قد يكون لكورونا وجه حسن وهو أن نكتفي من الآن وصاعدا، رجالا ونساء، بالمصافحة بعيدا عن تكلف التقبيل والتبويس والمخاشمة، الذي لا يدل أبدا عل قدر الحب والود لمن تسلم عليه. العيون وحدها تكفي للتدليل على محبتك للشخص من عدمه.. هذا إذا كان يعنيك أن تعرف قدر حبك ومعزتك في نفسه، وما عدا ذلك هو مجرد شكليات أصبحت ضارة جدا في هذا الزمان. حفظكم الله.