حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلات نشرت في صحف «ألباييس» و «لو موند» و «لا ريبوبليكا» و «إزيتا فيبورتشا» أمس، من ان أوكرانيا على «شفا حرب»، وقال: «الصور الدامية التي شاهدناها في أوديسا (جنوب)، حيث قتل عشرات في مواجهات بين انفصاليين موالين لروسيا ومؤيدين لوحدة أوكرانيا الجمعة الماضي، تظهر أننا على بعد خطوات قليلة من مواجهة عسكرية، والصراع بلغ ذروة لم نتصورها قبل وقت قصير». ومع استمرار المعارك في سلافيانسك (شرق)، حذرت موسكو من أزمة انسانية وشيكة في المدينة وكراماتورسك المجاورة إذا صعّدت القوات المسلحة حملتها، مشيرة إلى نقص حاد في مواد الغذاء مع تشديد الحصار العسكري، علماً بأن سلطات مطار إقليم دونيتسك التي تضم المدينتين حظرت كل الرحلات الوافدة والمغادرة من المطار. وفي مقابلة تلفزيونية بثت ليل أول من أمس، قال شتاينماير إنه يخشى عدم قدرة روسيا وأوكرنيا على السيطرة على الانفصاليين في سلافيانسك، حيث قتل أكثر من 30 انفصالياً وجرح عشرات، بحسب وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف، في الهجوم العسكري الذي بدأ أول من أمس وشهد ايضاً سقوط 4 عسكريين. وأضاف الوزير الألماني: «أنا مقتنع بأننا نواجه وضعاً يتطور ذاتياً. هناك جماعات في شرق أوكرانيا لا تنصت سواء إلى كييف أو إلى موسكو»، علماً بأن أفاكوف صرح بأن بين القتلى الانفصاليين في سلافيانسك مقاتلين من روسيا والشيشان وشبه جزيرة القرم» التي ضمتها موسكو في آذار (مارس) الماضي. كذلك دعت الخارجية الألمانية مواطنيها إلى تجنب الذهاب إلى المناطق الشرقية والقرم التي «تخضع في الواقع لسيطرة ألمانيا، ولا يمكن في ظل الوضع الحالي ضمان تقديم خدمات قنصلية فيها، كما أن الصحافيين معرضين لخطر. وبحث شتاينماير، على هامش الاجتماع السنوي للجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا في فيينا أمس، الأزمة مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني أندريه ديشيتسيا، واللذين تحدثا لفترة وجيزة أيضاً. وقلل وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس من فرص تحقيق انفراج، وقال: «لا نتوقع معجزات، لكننا نأمل بأن يمنح المؤتمر دعماً واضحاً من معظم الدول لتنظيم أوكرانيا انتخابات رئاسية حرة في 25 الشهر الجاري، باعتبارها قد تشكل خطوة صغيرة نحو تحقيق الاستقرار». في باريس، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أن أوكرانيا يمكن أن تغرق في «فوضى وخطر حرب أهلية» إذا لم تنظم الانتخابات الرئاسية في 25 الجاري. وصرح هولاند لمجموعة «بي أف أم تي في - آر أم سي» الإعلامية، بأن الأمر «يتعلق بإفساح المجال أمام الرئيس الفائز في الاقتراع ليكون شرعياً بنظر الجميع، وهو ما لا يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، علماً بأن لافروف صرح في فيينا بأنه «في ظل نشر الحكومة الأوكرانية قوات في مواجهة جزء من شعبها فتنظيم انتخابات أمر غير طبيعي، كما أن إجراء جولة جديدة من المحادثات الدولية في جنيف في شأن تهدئة التوتر في أوكرانيا سيكون مثل الدوران في حلقات مفرغة بلا طائل، لأن تحقيق تقدم في المحادثات لن يكون ممكناً إلا إذا شارك فيها ممثلون للمناطق الناطقة بالروسية في البلاد». وأشار هولاند إلى ضرورة ممارسة كل الدول الأوروبية ضغوطاً على روسيا من خلال العقوبات، و «من مصلحة روسيا أيضاً ألاّ تبدو كأنها دولة تريد ان تمنع تنظيم اقتراع في دولة أخرى. لقد أجريت اتصالاً غير مباشر مع بوتين لأبلغه مدى الأهمية التي توليها فرنسا للانتخابات في أوكرانيا، وأعتقد بأنه يواجه ضغوطاً حالياً». وسيتوجه وزير الخزانة الأميركي المكلف العقوبات ديفيد كوهين، إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا بدءاً من اليوم لتنسيق «تطبيق العقوبات رداً على التحركات غير الشرعية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا». روسيا وأميركا على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن بلاده ستعزز أسطولها في البحر الأسود بغواصات وسفن جديدة، في وقت يتمركز جزء من الأسطول في القرم. وأكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو ستلتزم معاهدة «ستارت» لخفض الأسلحة الاستراتيجية التي أبرمت مع الولايات المتحدة عام 2010، «لأن لا سبب يمنع الوفاء بالمعاهدة»، على رغم الخلافات بسبب أزمة أوكرانيا. وكانت وكالات أنباء روسية نسبت إلى مصدر عسكري قوله في آذار، إن «وزارة الدفاع تدرس احتمال تعطيل عمليات التفتيش الميدانية بموجب المعاهدة». الى ذلك، صرح قائد سلاح الجو الأميركي في المحيط الهادئ الجنرال هربرت هوك كارلايل بأن «تدخل روسيا في أوكرانيا واكبته زيادة ملحوظة في النشاط الجوي الروسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في استعراض للقوة ولجمع المعلومات». وأوضح، في كلمة أمام مركز واشنطن للدراسات الدولية والاستراتيجية، أن النشاط شمل تحليق طائرات روسية قرب ساحل كاليفورنيا وحول جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، كما زادت الطلعات الروسية البعيدة المدى حول جزر اليابان وكوريا في شكل كبير، على غرار نشاط السفن». وعرض كارلايل لقطات لمقاتلة أميركية من طراز «أف 15» تعترض طائرة روسية من طراز «بير» فوق غوام، مستخدماً الاسم الذي كان يطلقه الحلف الأطلسي (ناتو) خلال الحرب الباردة على القاذفات الروسية الاستراتيجية «توبولوف تي يو 95». وقال: «ما يجري في أوكرانيا والقرم تحدٍّ لنا في آسيا والمحيط الهادئ وأيضاً لأوروبا». على صعيد آخر، كشفت مصادر في واشنطن، عن أن مسؤولي الشركات الأميركية لن يحضروا المنتدى العالمي للطاقة الذي تستضيفه موسكو في 15 و16 الجاري. وقال جاي كارني، الناطق باسم البيت الأبيض، إن حضور الاجتماع «لن يكون لائقاً في ضوء الانتهاكات الصارخة لوحدة أراضي دولة ذات سيادة». ومنع البيت الأبيض مسؤولي الشركات عن حضور منتدى آخر في روسيا هو منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي المقرر من 22 إلى 24 الجاري. ويضم منتدى الطاقة العالمي أكثر من 80 دولة توفر نحو 90 في المئة من العرض والطلب على النفط والغاز في العالم، وبينها الصين والهند والبرازيل. سياسة العالم