لا اريد أن أكون متشائما ووسائل الاعلام تنقل لنا بيانات وزارة الصحة حول مزيد من ضحايا فيروس كورونا ما بين وفاة أو إصابة لأؤكد حقيقة باتت سائدة في الشارع السعودي حاليا بأننا ندفع ثمن اهمالنا المريع واستهتارنا بالتعامل مع هكذا مرض أودى بحياة قرابة المائة حتى الآن وأصاب المئات حتى بات فعلا مؤرقا ومخيفا للفزع. وبالمقابل لن اردد مع «المتشائمين» ما اعتبروه من إعفاء وزير الصحة السابق الرائع والمخلص الدكتور عبدالله الربيعة من منصبه وأنها جاءت على وقع الاصابات المتعددة بالمرض اللعين رغم مهارته الطبية لأن ما يهمنا في هذه الفترة هو محاولة وقف تجدد الاصابات وخسارة المزيد من الضحايا، حيث إننا يجب أن نعترف أننا فشلنا خلال نحو عامين من اكتشاف المرض في بلادنا من الحد منه. وحسنا فعل وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه حينما بادر باستضافة خبراء عالميين ومتخصصين من أجل انقاذ الموقف خاصة مع اقتراب ذروة موسمي العمرة والحج، ولا أعتقد أن معاليه سيتوقف عن مجرد هذه المبادرة التي يجب أن تعقبها وفورا اجراءات استثنائية وخطوات ملموسة تشعر المواطن بحقيقة استيعاب درس «الاهمال»، اذا صحت التسمية والذي كثيرا ما شكونا منه جميعا بشكل أو بآخر والذي كانت أسوأ مظاهره في مسلسل الأخطاء الطبية. خطؤنا الأهم سيكون إذا تعاملنا مع الأمر كمجرد «فورة» سرعان ما تخمد بمرور الأيام مع انه كان ينبغي ان تكون هذه الفورة مع بدايات المرض وليس بعد خراب مالطة كما يقول المثل الشهير.. أي بعدما أصبحت بلدنا وحدها موطن الفيروس اللعين. قد لا أعرف لماذا أصبحت «الابل» الآن شماعة المرض وهي الموجودة منذ الاف السنين وكانت إلى وقت قريب وسيلتنا الرئيسية في الحياة وفي المعيشة، فما الذي طرأ أخيرا لتكون المتهم الاساسي الذي نعلق عليه سبب التهاون أو عدم الاكتراث، الأمر الذي يحتاج من وزارة الصحة تقديم مبررات واضحة ومعلومات عملية للجميع وليس الاكتفاء بمجرد نقل أنباء الاصابات. وهنا اتمنى من معالي الوزير فقيه الاسراع بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة، لأننا ولا نضحك على بعضنا في أزمة كورونا فعلا، وعلى هذه اللجنة أن تصارحنا بالحقائق وتضع برنامجا زمنيا للتعامل مع الوضع الصحي بكافة أبعاده دون تهويل أو تهوين، ولا بد من ايجاد صيغة توعوية بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم العالي والعمل والشئون البلدية والقروية والرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من الوزارات وتنفيذ أكبر حملة وقائية وتوعوية بالمدارس والمصانع والاندية بالتوازي مع تدارك كل أخطائنا السابقة لإنقاذ ما يمكن انقاذه ووقف مسلسل الضحايا الذين يتساقطون، ونكتفي بذكرهم كمجرد ارقام في بيانات الصحة ووسائل الاعلام، متناسين أن وراء كل ضحية قيمة أخرى تضيع باسم الفيروس القاتل.