×
محافظة الرياض

«رحاب المعرفة» تحتفل بطالباتها المتميزات

صورة الخبر

لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وكمساهمة في تسليط الضوء عليها وعلى ما تتعرض له الصحافة من انتهاكات وتهديدات تستهدف الحد من حريتها وقدرتها على نقل الحقيقة، زامن التلفزيون السويدي عرض الوثائقي «قتل الساعي: الموت ثمن الأخبار» لما تضمنه من عرض موسع لطبيعة العمل الصــــحافي في المناطق الخطرة من العالم، مثل العراق وسورية وأفغانستان والمكسيك وروسيا، والثـــمن الغالي الذي يدفعه الصحافيون. هذا عدا تحليــــله الأسباب التي تجعل الأطراف المتنازعة في الصراعات الدموية من وسائل الإعلام هدفاً ثابتاً، مع تركيـــزه وفي شكل لافت على دور الصحافيين المحليين وحجم تضحياتهم في سبيل إنجاز مهمتهم، مركزاً على تجربة العراقيين منهم باعتبار أن الحرب التي شهدتـــها بلادهم منذ الاحتلال الأميركي عُدت من بيــــن أكثر الحروب التي قُتل فيها صحافيون أو تعرضوا لعمليات خطف ناهيك عن اضطرار بعضهم لترك البلاد خوفاً من التهديدات التي طاولتهم وعائلاتهم. الإحصاءات وشهادات الصحافيين الذين عايشوا الحرب العراقية منذ عام 2003، تُظهر أن أكثر قرابينها كانوا من الإعلاميين المحليين لأسباب كثيرة من بينها؛ كثرة عددهم والطلب المتزايد لوسائل الإعلام لخدماتهم. ففي الحروب يصبح وجود الصحافي المحلي ضرورياً ليس للجهة التي يعمل فيها فحسب بل لبقية المراسلين، فخبرتهم وإقدامهم بحكــــم معرفتهم الأكثر بطبيعة المنطقة، تجعلهم يقفون في مقدمة الصفوف، ما يعــرض حياتهم لمخاطر أكبر، كما يقول الصحافي كريستوف هيمنس المكلف من الأمم المتحدة بإعداد تقرير عن حرية الصحافة. أما ضحاياها فـ«أكثر من ألف صحافي خلال العشرين سنة الماضية، ثلثهم سقطوا في الحروب وأكثرهم كانوا من الصحافيين المحليين وليس من المراسلين الأجانب». وهذا ما يشدد عليه مازن التويزي بقوله: «كثير من زملائي ماتوا لأن الجبهة الأمامية للحرب تقع بالقرب من بيوتهم وخارج أبوابها مباشرة». يقدم الوثائقي تجارب صحافيين عملوا في العراق بينهم المصورة كايل أل فورد التي فضلت العمل مع العراقيين على مرافقة القوات الأميركية وسجلت شهادتها اعتزازاً بعمل الصحافيين العراقيين وشجاعتهم وكيف أنها من أجل نقل الحقيقة من منظور الضحية لا الجاني، كانت تشعر بتضامن الناس معها وفي لحظات الخطر كانت تستمد الأمان من وجودهم بالقرب منها... في حين أرادت المراسلة الأميركية كرمبيلي دويزر العمل على الجبهتين المدنية والعسكرية على رغم خطورتها، وتقول: «إذا أراد المرء الحصول على قصة صحافية حقيقية فلا مناص من تعريض نفسه للخطر، حاله حال بقية الناس العاديين فكون المرء صحافياً لا يمنحه امتيازاً إضافياً». العراقي عمر الفكيكي يؤكد تعرضه لخطر الموت أكثر من مرة وسيارته ما زالت تحمل آثار الرصاص الذي استهدفه. أما رسائل التهديد فما زالت تصله وتطلب منه التوقف عن العمل، في الوقت الذي يشخص زميله طاهر جميل خطراً يواجه الصحافيين العراقيين والأجانب: الخطف. «عمليات الخطف هي المشكلة الأولى للصحافيين في العراق والجهات التي تنفذها كثيرة منها جهات سياسية وميليشيات مسلحة وعصابات ترى في الإعلامي صيداً ثميناً يمكن مبادلته بمبالغ كبيرة من المال». يقدم الوثائقي التلفزيوني الأميركي تحليلاً وافياً عن حرية الصحافة ومَن المستفيد من تقييدها، عبر مقابلات مع خبراء وصحافيين محترفين في أمكنة مختلفة من العالم أجمعوا تقريباً على أن الخوف من نقل الحقيقة هو السبب الأساسي الذي يدفع الأطراف المتصارعة لاستهداف الصحافيين عبر استراتيجية تعتمد على نشر الخوف في قلوبهم وإجبارهم على ترك العمل. وفي مستويات أخرى كما في المكسيك فإن كارتلات تجار المخدرات لا تريد من الصحافيين كشف نشاطهم الإجرامي. وفي الحالة الروسية تتعمد السلطات هناك تكميم الأفواه الإعلامية ولا تتردد مطلقاً في تصفية من يمثل منها تهديداً لمصالحها الاقتصادية والسياسية. أما في المناطق الملتهبة فوجود الصحافي بالقرب منها يكفي وحده إثارة غضب الجهات المتصارعة فيها. ويورد مدير وكالة «أسوشيتد برس» تجربة الصحافي العراقي بلال حسين الذي سجنته السلطات العراقية بتهمة العمل مع الإرهابيين أثناء تغطية الهجوم الأميركي على الفلوجة. ويشخص عبر حالته ظاهرة تتعلق بحجم الخطر الذي يواجه المراسل المحلي أكثر من الأجنبي بسبب شكله الخارجي وصعوبة تميزه عن بقية المسلحين الذين قد يجري لقاءات معهم أو يقف بالقرب منهم. ويستشهد بتسجيلات ويكيليكس التي أظهرت الطريقة التي صفّى بها الجنود الأميركيون صحافيين عراقيين اعتقدوا أن الحامل المعدني لكاميرا الفيديو الذي كان يحمله أحدهم سلاحاً نارياً فأطلقوا الرصاص عليهما وأردوهما، لينضما إلى قائمة شهداء حرية الصحافة وضحاياها، التي يقدم الوثائقي أرقاماً منها تشير إلى أعدادهم حتى نهاية عام 2012: اختفاء 35 صحافياً، مقتل 105 وسجن قرابة 300، هذا غير الذين اضطروا للعيش خارج أوطانهم خوفاً على حياتهم.