يدخل فريق الشباب الحائز أخيراً على كأس خادم الحرمين الشريفين في صراع جديد يحمل أهمية بالغة، لكنه هذه المرة في مشواره القاري عندما يُلاقي ممثلاً سعودياً آخر في الدوري الآسيوي فريق الاتحاد. فاصطدامهما في دور الـ16 تجبر أحدهما على توديع دوري أبطال آسيا على حساب الآخر، ما يعني تقليص فرص الفرق السعودية في المنافسة على اللقب، الذي أحرزه الفريق الاتحادي مرتين عامي 2004 و2005. وسيحتضن ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في مكة المكرمة مساء اليوم (الثلثاء) المواجهة «ذهاباً» على أن يستضيف إستاد الملك فهد الدولي في الرياض نزال «الإياب»، ويسعى الاتحاديون في هذه المباراة إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، لاسيما وأن أنصار «العميد» أظهروا تفاعلاً كبيراً مع مباريات فريقهم الماضية في منافسات المجموعات. ويُمنّي أصحاب الأرض النفس في بلوغ الدور ثمن النهائي، إذ يصفون هذه المرحلة بالأصعب كون مسيري النادي وُجدوا وسط ظروف لا يمكنهم سوى التعامل معها لا أكثر، لعل وعسى أن تفلح الإمكانات المتاحة في التأهل واستقطاب لاعبين أجانب مميزين في الفترة المقبلة، خصوصاً وأن الفريق الاتحادي لم يستفد مثل غيره من فرق المسابقة القارية من اللاعبين الأجانب، سوى من خدمات البرازيلي بونفيم. ويظل الاتحاد الذي حل ثاني مجموعته محيراً في أدائه غريباً في نتائجه، وإن كان تأهل لهذا الدور بعد تغلبه على العين الإماراتي ولخويا القطري وتراكتور تبريز الإيراني، غير أن البدايات جاءت متعثرة، إلا أن الحماسة والروح بقيادة مدربه السعودي خالد القروني أسهمت في تفوق الفريق، ويبحث الأخير عن بالاستمرار في المنافسة على آخر الاستحقاقات بعد خروج الاتحاد خالي الوفاض من الموسم الحالي. ووضعت الوعكة الصحية التي تعرّض لها الحارس الاتحادي فواز القرني الجهاز الفني في حرج ليعمد إلى تجهيز الحارس البديل عبدالعزيز التكروني، وعلى رغم ذلك فهناك تدخلات طبية متوالية لإشراك القرني في هذه المواجهة، بينما تعد المشكلات الدفاعية صداعاً في رأس المدرب القروني، إذ لم يتمكن المدافعون في خلق نوع من التناغم المؤدي إلى تنظيم في أهم خطوط الفريق، خصوصاً مع غياب المدافعين حمد المنتشري وأحمد عسيري بداعي الإصابة، فضلاً عن تفاوت الأداء في خطي الجنب محمد قاسم وطلال عبسي. ويضع الجمهور الاتحادي قبل جهاز الفني مسؤولية ضبط «رتم» المباراة لمصلحة لاعبي الوسط في التوازن الدفاعي والهجومي، باعتباره الخط الدفاعي الأول وقائد الهجمات وصناعة الفرص أمام المهاجمين، إذ حرص المدرب على معالجة الأخطاء الفادحة المرتكبة عملاً جماعياً، ومن المنتظر أن يقدم جمال باجندوح وعبدالفتاح عسيري والبرازيلي ليو بونفيم ومحمد أبوسبعان مباراة جيدة، وإن كانوا سيواجهون الفريق الأقوى في خط الوسط على مستوى الأندية السعودية. ويضل الهجوم الاتحادي جيداً في ظل وجود المهاري والسريع فهد المولد والهداف مختار فلاتة، ومع هذه الإجادة الهجومية نتذكر معها غيابهما في مباريات ينتظر منهما جمهور «العميد» الحضور القوي في مباريات تحتم الحضور ذهنياً وتهديفياً، وينتهج مدربهم أسلوباً مختلفاً بحسب كل مباراة، وإن كان يطغى عليه الأداء الدفاعي في حال استحواذ الفريق المنافس على الكرات. في المقابل، يدخل الفريق الشبابي المباراة بنفسيات ومعنويات مرتفعة بعد حصد «كأس الملك» (الخميس) الماضي من أمام الأهلي بثلاثية نظيفة، إذ يُعطيه ذلك فرصة الفوز في مباراة اليوم، إضافة إلى قوة ضاربة من حراسة المرمى إلى الهجوم، فعناصره أفضل من لاعبي الاتحاد، خصوصاً وأن مدربهم التونسي عمار السويح نجح في مسح الصورة التي قدمها الفريق مع مدربين سابقين في منافسات هذا الموسم، وقاده أخيراً إلى الفوز بالكأس الأغلى عن جدارة واستحقاق، كما تمكن السويح من صناعة فريق قوي، ساعده في ذلك وجود وليد عبدالله في حراسة المرمى مصدراً للاطمئنان، وماجد المرشدي وسياف البيشي مصدراً للأمان، في العمق الدفاعي مع دعم مباشر دفاعياً وهجومياً من بدر السليطين وحسن معاذ، بينما تمتاز خطوط الشباب بلاعبين ذوي مهارة عالية في منطقة الوسط، كأحمد عطيف والبرازيليين فيرناندو ورافينها، إضافة إلى لاعبي ارتكاز يمثلان العمود الفقري للفريق، كعمر الغامدي وعبدالملك الخيبري، ومن أمامهم هجوم ضارب بوجود مهند عسيري وعماد خليلي. الشبابالاتحاددوري أبطال آسيا