يلتقي مساء اليوم في أجواء آسيوية بملعب الشرائع بمكة المكرمة في مباراة الذهاب بدور(16) الاتحاد صاحب الأرض والجمهور أمام شقيقه فريق الشباب الذي مازال منتشياً بأفراح بطولة عن كل البطولات السابقة التي حصدها منذ تأسيسه حسب رأي رئيسه (القادح) خالد البلطان، وهي مواجهة من الصعب التنبوء بنتيجتها وإن كانت الأفراح الشبابية قد تكون حافزا معنويا للاعبين يرفع من سقف الطموح لديهم خاصة بعد التقدير الكبير الذي وجدوه وحظيوا به بعد تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين إلا أن لها انعكاسات سلبية قد تكون في مصلحة النمور الشابة تحديدا إن تم استثمار الإرهاق البدني الذي تعرض له الليث من خلال مشاركات محلية وقارية في فترة زمنية قصيرة جدا ناهيك عن مشاق السفر وتأثيره البدني والذهني على اللاعبين. ـ ما من شك أن رهبة اللقاء تميل لمصلحة الفريق الشبابي بناء على لقب حققه ومستويات فنية تصاعدية تدل على أنه يعيش أفضل حالاته وساعد على تحسين صورته مدرب عربي (عارف إيش يبغى) عمار السويح الذي يتمتع بعقلية تخاطب المنطق بعيدا عن اجتهادات (فلسفية) يؤمن بالخطط الدفاعية إلى حد كبير في مثل هذه المواجهات ولديه بعد نظر يحاكي المستقبل القريب فالمجازفة ليس لها مكان في تركيبته كمدرب ولكن حينما يشعر بالخطر يداهمه وربما يقضي عليه عندها يبدأ في استخدام أسلحته الثقيلة ليقلب الطاولة على منافسه بتعادل غير متوقع في اللحظات الأخيرة أو فوز يحدث في ثوان ولمحة بصر. ـ بينما لو نظرنا إلى الفريق الاتحادي حول روح شبابية تلغي كل نظريات التفوق الفني المبني على خطط مدروسة نجد أننا أمام مدرب سعودي كلما قدم لنا كمتابعين ومهتمين بارقة أمل على (نجاح) يدل على أنه خير من يقود عناصر شابة تدربت على يديه ولديه خبرة كافية في أسلوب التعامل معها وقدرة الاستفادة منها كمجموعة متجانسة يأتي لنا فجأة بـ(تخبيصات)لا ندري من أين اخترعها وكيف لمدرب (خبير) القيام بها، ولعل مباراة النهائي التي كسبها الشباب من الفريق الأهلاوي الذي هزم (القروني) في دور الأربعة (رايح جاي) ولا أقول الاتحاد دلت أن التفوق الأهلاوي في تلك المواجهتين كان سببه مدرب لا يحسن قراءة الفريق المنافس ولا اختيار التشكيلة المناسبة والأهم من ذلك أنه لا يستفيد من أخطائه. ـ صحيح أن الشباب فريق منظم ويجمع بين الخبرة والشباب في عناصره ولاعبين أجانب أفضل من الاتحاد ولكن ليس هو بذلك الفريق (المرعب) الذي من الصعب هزيمته، ولو سلم القروني فكره لبطل لايمكن مقارعته فأظن الخوف الذي سيقع فيه قد يحرمه حتى فرصة التفكير في مباراة الإياب على اعتبار أنه فرط في مقومات فوز متوفرة لديه حاليا أفضل ومضمون بنسبة كببرة لو عرف (من أين تؤكل كتف) ليث أعياه التعب والإرهاق و(نفخ) بطولة عنوانها الحقيقي (أهلي كان في أسوأ حالاته) ذهنياً ونفسياً وفنياً وبس. ـ خلاصة القول: مواجهة الليلة هي تنتمي في تعريفاتها عند (أهل الكرة) إلى أنها مباريات (مدربين) فهل يواصل عمار الشباب تألقه وانتصاراته أم للقروني رأي آخر وصوت تسمعه الجماهير الاتحادية في أرضية الملعب وهو يصرخ (أنا لها) يا عميد وبرؤية لا تقبل التأجيل عنوانها (يا أبيض يا أسود)؟.