باريس: «الشرق الأوسط» يحتفل الفرنسيون، غدا، بمرور 20 عاما على افتتاح نفق المرور تحت بحر «المانش» والذي سمح بتسيير السيارات وقطارات «يوروستار» بين العاصمتين باريس ولندن. وشارك في حفر النفق 12 ألف عامل من الجانبين. ففي السادس من مايو (أيار) 1994، اجتمعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية مع الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا ميتران، في بلدة كوكيل على الساحل الشمالي لفرنسا، وقطعا شريط التدشين تحت رذاذ مطر خفيف اشتهرت به سواحل المانش. وبتلك الخطوة تحقق حلم ظل يراود مخيلة الأوروبيين منذ قرون. وستقام مراسم احتفالية في البلدة نفسها، غدا. النفق الذي يعتبر أطول مجاز من نوعه تحت الماء، جاء ليحقق أيضا إنجازا هندسيا بامتداده لمسافة 50 كيلومترا، منها 38 كيلومترا تحت البحر. وقد كرس الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين النفق باعتباره «المشروع الأكبر للعبقرية الهندسية المدنية خلال السنوات المائة الماضية». لكن شهرة النفق لم تصل إلى حد تلبية آمال الشركة التي تتولى استثماره. فقد مرت بفترات عجز مالي وظهرت مشكلات بين جهات التنفيذ وجهات الاستثمار كما حدثت اختناقات في تسيير القطارات وتأخر مواعيدها بسبب أعطال مختلفة أو حوادث حريق داخل النفق. لكن الشركة استعادت توازنها في السنة الأخيرة، لا سيما بعد أن ساهم «يوروستار» في تسهيل السفر بين لندن وباريس ومدن أخرى قريبة بشكل تخطى حركة النقل الجوي بين البلدين.