تلك الابتسامة الرائعة التي أطلت علينا لخادم الحرمين الشريفين وهو يفتتح انجازا رياضيا كبيرا في سلسلة انجازات وطنية كبرى قادها خادم الحرمين الشريفين خلال اقل من عقد من الزمان، تلك الابتسامة الابوية لم أستطع كما غيري ايقاف مشاعر الفرحة الغامرة التي اصابتني الى درجة حبست مشاعري فلم أستطع ان اعبر بشيء سوى انني وضمن ملايين من الشعب السعودي نحب هذا الرجل القائد الذي غير ملامح السعودية نحو التطور خلال فترة وجيزة من حكمه في تجربة أجزم انها فريدة في التاريخ السعودي. في عهد الملك عبدالله فقط تميزت التغيرات التي احدثها هذا الملك بشموليتها فلم يحدث في هذا الوطن وبهذه الطريقة ان يتم التركيز على بناء الإنسان السعودي فكريا وثقافيا بشكل متزامن مع التنمية المجتمعية في مجال تطوير مرافق هذه الدولة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا. منذ تسع سنوات عمل هذا الملك على تطوير فلسفة تنموية حديثة لهذا الوطن ساهمت كثيرا في البدء بردم الهوة الثقافية التي كنا نعاني منها مع انطلاقة خطط التنمية في هذا الوطن قبل عشرات السنين، فمشروعات الملك عبدالله رسمت الصورة الكاملة في عقول ابناء الشعب السعودي. بدأ الملك عبدالله عهده بالحب لهذا الوطن ولهذا الشعب فكل مناسبة وطنية تحدث فيها الملك عبدالله أعلن فيها حبه لهذا الوطن ولشعبه، لذلك بنى هذا الرجل مصداقيته في الوفاء والحب المتبادل بينه وبين شعبه، فهذا التناغم الفريد من نوعه بين هذا الملك وشعبه له اسباب كثيرة فهذا الملك الصادق في مشاعره استطاع ان يقدم الكثير والكثير من الحب والعطاء لهذا الوطن ولهذا الشعب. في البنية الثقافية والفكرية انطلقت كلمات الملك عبدالله خلال الايام الأولى من توليه الحكم لتحارب التصنيف والتنافس الفكري في المجتمع، في محاولة نجحت بشكل مميز لخلق مجتمع متجانس في المجال الثقافي، فقد وضع المجتمع يده على مصادر التصنيف ومسبباتها وبدأ فعليا في تجاوزها عبر قرارات تاريخية في هذا المجال، فما نشاهده اليوم في المملكة من اتجاهات الجيل الجديد يعكس تلك الخطوات الرائعة التي قام بها هذا الرجل من اجل تنقية البيئة الثقافية والفكرية بعيدا عن المساس بقواعد المجتمع الاصيلة. للمرة الأولى في تاريخ هذا الوطن يسهم مشروع الملك عبدالله الذي وجهه لتحسين البيئة الفكرية والثقافية في المجتمع في تغيير الصورة النمطية السلبية التي أُلصقت بهذا المجتمع وخاصة بعد أن اجتاحت العالم موجات الارهاب خلال العقدين الماضيين. الجيل السعودي الجديد وبفضل من الله ثم مشروعات الملك الثقافية أصبح مدركا لمعنى الوسطية والاعتدال، ولعل البراعة السياسية في استراتيجية الملك عبدالله أن تم المحافظة على القواعد الأساسية التي بني عليها هذا الوطن الذي يحظى بشرف خدمة الحرمين الشريفين فكانت النتيجة التي تلوح صورتها بالأفق إنتاج جيل من الشباب ومجتمع مؤمن بالحضارة وقيم التطور وممارسا لها، وفي ذات الوقت مجتمع وجيل من الشباب يعتز ويفخر بقيمه وتقاليده. عندما أمر الملك عبدالله بإطلاق مشروع الابتعاث كان ذلك مؤشرا تنمويا للفكر السعودي فهذا المشروع التنموي في المجال الثقافي والمجتمعي له نتائج ايجابية ستحفظ لهذا الوطن مستقبلا مكانته في العلم والمعرفة، ففي كل دول العالم المتقدم يوجد اليوم سعوديون. هذه المنهجية فعلتها دول كثيرة قبل أن تصبح متطورة ولها مكانتها الدولية كاليابان وكوريا وماليزيا وغيرها من الدول التي ركزت وعملت على ابتعاث ابنائها الى دول متقدمة في ذلك الزمن، نحن اليوم وعبر مشروع الملك عبدالله للابتعاث نتوقع السير في هذا الاتجاه بعدما أكد لنا خادم الحرمين الشريفين ان هذا المشروع خيار استراتيجي يهم الوطن والشعب السعودي. في الجانب السياسي استطاعت المملكة في عهد خادم الحرمين أن تقف ثابتة امام كل التحولات الثورية في جوانبها السياسية والمجتمعية والتي أصابت العالم العربي من حولها دون ان تؤثر فيها بل كانت على العكس تماما ففي عهد الملك عبدالله ثبت للعالم أن السعودية شريك رئيس في استقرار المنطقة وتستطيع عمل الكثير وهي محور ارتكاز كبير في المنطقة بأكملها. عندما أدرك الشعب السعودي انه بعيد عن هذه الهزات بفضل التعامل السياسي الفريد من قبل الملك عبدالله وفريقه السياسي، كان ذلك مؤشرا قويا على ارتباط شعبي بين الوطن بشعبه وبين قيادته ممثلة في خادم الحرمين، لم تكن المحاولات الراغبة في تعكير اجواء المملكة بطيئة او غير موجودة من حولها ولكنها عجزت عن اختراق ذلك الحصن المتين الذي بني بين الملك عبدالله وشعبه. ستون ألف متفرج جلهم من الشباب الذين راهن عليهم الملك عبدالله وخاطبهم مذكرا اياهم بأن اجدادهم ممن بنوا هذه البلاد يستحقون من يكمل مسيرتهم بذات الحماس والقوة، فهتف الجميع ممن حضروا افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية لقائدهم بالحب والوفاء والتأكيد وكان ذلك شاهدا على مكانة هذا الانسان في قلوب شعب ووطن عجزت عن اختراقه كل المخططات بل إن الشعب السعودي يشعر اليوم بقيمته الدولية سياسيا واقتصاديا من خلال سياسة استطاعت ان تبرز للعالم كله قدرة هذا الوطن وقيادته على المساهمة الفعلية في استقرار الوطن العربي سياسيا واستقرار العالم اقتصاديا. قبل أن يهتف جمهور ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة بيومين هتف الشعب السعودي بأكمله لقائده وهو يرى أكبر مناورة عسكرية تم تسميتها (سيف عبدالله) فكانت الرسالة واضحة وجريئة لتقول للعالم ان هذا الوطن قادر على حماية نفسه بسواعد رجاله، وفي ذات الرسالة هذا الوطن ينفذ أكبر مشروعات التنمية في مجالات كثيرة ومنها الاهتمام بفئة تعد الاكبر بين السكان في المملكة فئة الشباب حيث أهدى الوطن بقيادة الملك عبدالله لهذه الفئة درة رياضية نفذت بأعلى مواصفات الجودة. "احبائي تستحقون أكثر" كلمات قالها خادم الحرمين لشعبه السعودي فردد الشعب السعودي بكل فخر إن وطنا يقوده عبدالله هو وطن يستحق الحب والوفاء والتقدير فقد استعدنا بفضل هذا القائد معنى الوطن وحبه والتضحية من اجله، هذه هي الرسالة التي اراد الملك عبدالله ان يقولها لنا جميعا "فحب الوطن يعني وطناً يحب بعضه بعضا دون تمييز أو استثناء".