كانت فرحة الشباب الرياضيين كبيرة بلقاء خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)؛ حضروا بكثافة من كل مكان وملؤوا جنبات الملعب المفخرة لرؤية ابتسامته الجميلة وتقديم الشكر له على رعايته الدائمة لأبنائه. و(الجوهرة المشعة) هذه المنشأة المتميزة التي قدمها هدية سخية لهم ودعمها بعبارة "تستاهلون"، فهم شعبه المحب المدافع المشارك في نمو وطنهم، وهو والدهم لم يبخل عليهم؛ إذ تشهد البلاد في عهده تنمية في المجالات كافة، وعلى كل المستويات، شعرت باشتياق المليك لرؤية أبنائه الذين حضروا من كل مدينة وقرية تكريما لقائدهم ومبايعته على السمع والطاعة، ردود الأفعال بعد حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية تجاوزت الحدود، وباتت الإشادات تصلنا من خارج البلاد، وكم كان فريقا الأهلي والشباب محظوظين بالتواجد في هذا الحدث التاريخي، والسلام على المليك الغالي، وأخص الشبابيين الذين تشرفوا بالفوز بكأسه الغالية. انتهت المباراة واحتفل الشبابيون بالفوز وظلت المقاعد ممتلئة للاستمتاع بفقرات الحفل الكبير، من النادر أن يبقى الخاسرون في مقاعدهم، غير أن الحدث كان مختلفا، وربما كان لقناعة الأهلاويين باستحقاق فريقهم الخسارة دور في تأجيل الأحزان والاستمتاع بفقرات الحفل. أما الشباب فحتى وهو يقدم واحدا من مواسمه غير الجيدة من الناحية الفنية قياسا بعطاءات لافتة في سنوات مضت سجل الشباب اسمه في لائحة الشرف للموسم الرياضي المنقضي، مع تواجد قوي في دوري أبطال آسيا يجعله مرشحا للذهاب بعيدا في ظل الحالة الفنية الجيدة التي بدا عليها "الليث" في الأسابيع الأخيرة مع المدرب التونسي عمار السويح، التي ختمها بتفوق صريح في المواجهة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين بتفوقه المطلق على المدرب العالمي بيريرا. كان حضورا شبابيا لافتا ضحيته الأهلي وجماهيره، وحين يتفوق بثلاثية نظيفة ومستوى فني عال تلحظ النجاح الإداري والفني في تهيئة اللاعبين لدخول مواجهة حاسمة جلبت لعشاق الشباب أولويات عدة في مباراة واحدة، معظم الأندية في العالم تتعرض لهبوط في مستوياتها وتتنازل عن منصات التتويج عاما أو اثنين أو أكثر، الشباب تميز بحضوره في كل الظروف، والمحافظة على شخصيته، وحضوره في سجل الأبطال ما كان ليحدث لو لا وجود إدارة متمرسة تقود ناديها لتجاوز العقبات، فقد هزم في الأدوار الأولى النصر (بطل الدوري) ثم أسقط الهلال (وصيف بطل الدوري) وكان هذا كافيا لترشيحه للفوز باللقب وتسلمه من يد الوالد القائد. كانت تصريحات رئيس النادي خالد البلطان قبل النهائي حين قال: "أقدح من راسي والكاس كاسي" ليست مجرد تصريحات إعلامية استفزازية، أو شاحذة لهمم لاعبيه فحسب؛ بل هي ثقة متناهية في رجاله الذين حرثوا الميدان حتى آخر دقيقة، لم يتراجعوا بعد التقدم بالهدف الأول، ولا حتى بعد تعزيزه، وكانوا في الموعد ليجلبوا أجمل الانتصارات بثلاثية لا تقبل التشكيك. شكرا لإدارة الشباب التي قدمت عملا إداريا مميزا، وحافظت على توازن فريقها، وتجاوزت إشكاليات رحيل عدد من النجوم، والتغيير المفاجئ في الجهاز الفني، مبروك لكل الشبابيين الذين حق لهم أن يفخروا بناديهم، ولجماهيره المحبة التي راهنت على نجاحه.