وهذا خبر تداولته كل وسائل الإعلام، وهو يعطينا درساً يجب أن نعيه ونعمل به، ذلك أنّ رئيس وزراء كوريا الجنوبية شونغ هونغ قدم استقالته على خلفية غرق عبارة ركاب في حادث خلّف أكثر من 300 قتيل ومفقود، وقال هذا الرئيس المستقيل: «أقدم اعتذاري لأنني لم أتمكن من منع وقوع هذا الحادث، ولم أتمكن من التعامل بالشكل الصحيح مع نتائجه»، ثمّ أضاف: «شعرت أنني كرئيس للوزراء يتعين عليّ أن أتحمل المسؤولية وأستقيل»، هذا رغم أنه ليس مسؤولاً بصفة مباشرة عنه، ولم يقل إنه أمر محتوم، ولم يكن لدينا حول أو حيلة لتفاديه، كما يقال في عالمنا العربي بعد كلّ حادث، وبالطبع لا يستقيل المسؤول أو الوزير، ولعلنا مازلنا نذكر حادث غرق عبارة السلام التي غرقت في 2 فبراير عام 2006 وهي في طريقها من ضبا إلى سفاجا، وكانت تحمل 1312 مسافراً و98 من طاقم السفينة، عقب الحادث لم نسمع عن استقالة مسؤول، بل إنّ مالك السفينة فرّ من البلاد، وليس هذا هو الحادث الوحيد، فإننا نسمع ونقرأ كل يوم عن كوارث وأحداث في البلاد العربية ولا يستقيل بعدها المسؤول، وهو لو حدث فإنه يعطي درساً لمن يخلفه ويمكن أن نتفادى مثل هذه الكوارث، كما أنّ كل مسؤول يشعر بالعبء الذي ينوء تحته، وأنّ المنصب تكليف وليس تشريفاً.