قال الأمين العام للأمم المتحدة اليوم إن "المقاومة البيروقراطية" من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد تحول دون وصول المساعدات إلى ملايين السوريين الذين جعلتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام بحاجة إليها. واضاف بان جي مون لتلفزيون العربية المملوك لسعوديين إنه لم يعد على تواصل مباشر مع الأسد بعد شهور من "عدم وفاء (الرئيس السوري)بوعوده". وفي الشهر الماضي قال بان إنه ليس بين الأطراف المتحاربة في سوريا من يلبي مطالب الأمم المتحدة بإتاحة وصول المساعدات للمحتاجين وطالب بان مجلس الأمن باتخاذ خطوات بشأن انتهاكات القانون الدولي. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة في المقابلة التي جرت اليوم الأحد إن قرار مجلس الأمن الذي طالب في فبراير شباط بإتاحة وصول المساعدات بشكل سريع وآمن ومن دون إعاقة "لم يساعد كثيرا" وانه ما زال هناك ثلاثة ملايين شخص في مناطق لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها وتسليم المساعدات الإنسانية لها. وتابع قوله "الأمر لم يكن نقصا في شيء ينبغي تسليمه بل مجرد مقاومة بيروقراطية من جانب الحكومة السورية." وقال بان إنه دعا أعضاء مجلس الأمن والقوى الإقليمية للضغط على الحكومة السورية من أجل المزيد من إجراءات السماح بمرور المساعدات. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الأسد قوله أمس إن على المنظمات الحكومية زيادة التعاون في مجال أعمال الإغاثة لكن ينبغي أن يتم ذلك دون المساس "بالسيادة الوطنية". ونقلت الوكالة عن الأسد تحميله "الإرهابيين" المسؤولية عن معاناة المدنيين مشددا على "أهمية إيصال المساعدات من دون تأخير ومتابعة العمل ميدانيا مع جميع الجهات المعنية داخليا وخارجيا بما يسهل العملية الإغاثية من دون المساس بالسيادة الوطنية." واتهمت قوات الأسد بمنع المواد الغذائية والطبية من الوصول لربع مليون شخص في المناطق المحاصرة بهدف تجويع معارضيهم وإجبارهم على الخضوع. ووجه الاتهام ذاته لمقاتلي المعارضة الذين يهدفون للإطاحة بالأسد لكن بدرجة أقل. ويقول عاملون في مجال الإغاثة إن السلطات السورية كثيرا ما تحدد كيفية توزيع المساعدات من قبل وكالات الامم المتحدة الملزمة بموجب القانون بالتعاون مع السلطات الوطنية مما يعني أن نصيبا أكبر من مواد الإغاثة يذهب للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وسئل بان عما إذا كان على تواصل مباشر مع الأسد فقال "في الآونة الأخيرة لم أكن أتحدث إليه.. فبعد كثير من الشهور من التعامل معه بشكل مباشر.. حينما لم يكن يفي بأي من وعوده كنت أفكر في انه لن يكون من المفيد لي ولن تكون هناك حاجة لذلك.. وأنا كنت أعتمد بالأساس على ممثلي الخاص المشترك."