×
محافظة المنطقة الشرقية

خادم الحرمين للقمة الآسيوية الإعلامية: آن الأوان أن نتعلم من دروس الماضي القاسية

صورة الخبر

يتساءل بعضنا عن السر الذي يجعل كثيرا من المواطنين يستسهلون مخالفة الأنظمة والقوانين في داخل المملكة وإذا ما سافروا كانوا من أشد الملتزمين بها والمحافظين عليها، وقد تكون لهذه الظاهرة أسباب متعددة أولها إدراكهم لجدية تطبيق تلك القوانين وجدية محاسبة ومعاقبة من يخالفها بينما الأمر هنا على غير ذلك حيث لا جدية في التطبيق ولا معاقبة للمخالفين وحسبنا هنا أن نشير إلى غرامة من يلقي أي مخلفات من سيارته إلى الشارع أو من يستخدم الهاتف خلال قيادة سيارته أو لا يربط الحزام خلال سير العربة، وهي مخالفات لا يكاد شارع من شوارعنا يخلو منها دون أن نشهد أي إجراء يتخذ ضد أولئك المخالفين سواء ألقوا بالنفايات في الشوارع أو تحدثوا بالجوال وكتبوا الرسائل الإلكترونية وتبادلوا المقاطع المضحكة خلال قيادتهم لسياراتهم، إضافة إلى ذلك يمكن لنا أن نعتبر الإحساس بالغربة عند السفر واحدا من العوامل التي تحمل من يسافرون منا على اتباع الأنظمة والوقانين التي لا يتبعونها ولا يحترمونها في بلدانهم وذلك من باب (ياغريب خليك أديب) كما تقول الحكمة الشعبية. هذه أسباب وهناك أسباب أخرى مشابهة غير أني أعتقد أن السبب الأساسي يعود إلى الشعور بالإطار الحضاري الذي تعيشه تلك البلدان سواء على مستوى التنظيمات أو على مستوى سلوك الناس فيها، وهذا يعني أن القوانين لا تنفصل عن الحياة المنظمة التي يعيشها مواطنو تلك البلدان بحيث تحولت النظم والقوانين إلى أخلاقيات عامة وحين يجد المسافرون منا إلى تلك البلدان أنفسهم داخل هذا الإطار الحضاري فإنهم يتموضعون فيه، بمعنى أنهم يعيشون حالة النظام والتنظيم والسلوك الحضاري كجزء من تجربة السفر والاقتداء بحياة الناس الذين يسافرون إلى بلدانهم، وحين يعودون إلى الوطن ولا يجدون هذا الإطار العام للسلوك الحضاري يعودون إلى ما كانوا فيه كأنهم ليسوا هم من كانوا يحرصون على اتباع الأنظمة حين كانوا في الخارج.