ـ هذا هو المقال الثالث خلال ثمانية أشهر تقريباً عن مستشفى بارق الذي لم ير النور حتى هذه اللحظة؛ مع أن عمر المطالبة بهذا المستشفى/ الحلم خمسين سنة بالتمام والكمال، وأنا أعرف أن بعضكم لا يصدقون أن تستمر مطالبة بإنشاء مستشفى نصف قرن، ولكن هذه هي الحقيقة بكل أسف، واسألوا أهل بارق الطيبين الكرماء.. ـ طبعاً لا جديد على أرض الواقع كما يقول الصديق العزيز عبدالرحمن ناصر آل طَرَّاش البارقي؛ سوى حرص الأهالي هناك على أن تبقى الأرض التي تبرعوا بها وقاموا بتسويتها على حسابهم بمبلغ 300 ألف ريال؛ حرصهم على أن تبقى نظيفة وخالية من الأعشاب والحشائش الضارة كي تكون جاهزة للمشروع الحلم حينما يأتي، وتنفك العقدة.. ـ لن أجرؤ على سؤال وزارة الصحة عن سبب هذا التأخير المزعج والمريب والفاضح بكل معنى الكلمة؛ لن أجرؤ لأنني أجد خجلاً كبيراً أن تستمر مطالبة بفتح مستشفى لخمسين سنة دون أية بوادر إيجابية، وأشعر أنني أعيش خارج التاريخ تماماً حينما أعرض مثل هذه المشكلة التي لا تستدعي كل هذا الوقت.. والله العظيم لا تستدعي كل هذا الوقت مهما كانت المبررات. ـ شخصياً لا يوجد لدي حل آخر سوى أن أواصل الكتابة عن أهلي في بارق العزيزة كلما سنحت الفرصة؛ كي أرضي ضميري أولاً، وأيضاً لعل وعسى أن يكون في ذلك تذكير للمؤمنين في وزارتي الصحة والمالية بهذه المحافظة الجنوبية المغضوب عليها من الوزارتين خلال خمسين سنة دون أسباب واضحة أو وجيهة أو شح في الميزانية!!! ـ أخيراً أعتذر إليكم يا أهل بارق لأنني لا أملك لكم إلا الكتابة والأمل والدعوات أن يتحقق حلمكم عما قريب، وأرجوكم ألا تخبروا أحداً أن لكم خمسين سنة وأنتم تطالبون بمستشفى؛ فهذه جريمة لا يحتملها العصر ولا الضمائر الحية إن كان فيمن تعاقبت عليهم المطالبة خلال خمسين سنة ضمائر حية.. أشك.