تقترب المفاوضات حول إخلاء الأحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط سوريا من مقاتلي المعارضة من «اتفاق نهائي»، فيما تستمر وتيرة أعمال العنف في مناطق عدة في البلاد. من جهة ثانية وبعد تصاعد الانتقادات لعدم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الذين يحتاجون إليها في سوريا، دعا الرئيس السوري الأسد أمس السبت إلى العمل مع جميع الجهات «داخليًا وخارجيًا» لتسهيل عمليات الإغاثة في سوريا، بينما دعا وزيرا الخارجية الأميركي والروسي إلى تسريع إخراج كامل الأسلحة الكيميائية من الأراضي السورية. وبشأن الوضع في حمص قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس السبت في اتصال هاتفي إن «البحث مستمر في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن بالنتيجة استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل إلى اتفاق نهائي كون الأمور قطعت شوطاً طويلًا». ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها «تتسم بالجدية». وأشار إلى أن «وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الجمعة الساعة 12 ظهراً (9,00 ت غ) لا يزال سارياً»، معربا ًعن أمله «بأن يصمد حتى يتم الاتفاق نهائيا». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون أكدوا الجمعة بدء العمل بوقف للنار، تمهيداًَ لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة من القوات النظامية منذ حوالى عامين. وقال أحد المفاوضين عن المعارضة المسلحة أبو الحارث لوكالة فرانس برس عبر الانترنت إن «المفاوضات دخلت مرحلة جديدة معني بها لواء التوحيد، إذ يتم التفاوض معه من أجل الإفراج عن ضباط إيرانيين يحتجزهم في حلب» مقابل السماح «بخروج المقاتلين من حمص سالمين مع ضمانات». ولواء التوحيد هو تشكيل عسكري كبير يشكل جزءاً من الجبهة الإسلامية التي تضم تشكيلات عدة وتعتبر حالياً أبرز جهة عسكرية مقاتلة في المعارضة. وبالنسبة لملف المساعدات الإنسانية إلى السوريين دعا الرئيس السوري إلى «زيادة التعاون بين الوزارات والجهات المعنية بالشأن الإنساني وإيصال المساعدات من دون تأخير ومتابعة العمل ميدانيًا مع جميع الجهات المعنية داخلياً وخارجيًا ما يسهل العملية الإغاثية، دون المساس بالسيادة الوطنية حتى تحقيق الهدف النهائي المتمثل بعودة كل مواطن سوري إلى منزله آمنا مطمئنا». ويأتي كلام الرئيس السوري بعد أن اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عملية ايصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين لم تتحسن ما يشكل خرقاً لقرار صادر عن مجلس الأمن، وبعد أن أعلنت فاليري أموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة الأربعاء فشل الجهود المبذولة لتأمين توزيع أفضل لشحنات المساعدات الانسانية للسكان في سوريا، معتبرًة أن «الوضع يتفاقم وهو بعيد عن التحسن» بعد أكثر من شهرين على تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يحث كل الأطراف على تسهيل مرور المساعدات الى كل المناطق. على صعيد ملف السلاح الكيميائي السوري، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة قيام دمشق بإنهاء إخراج كامل أسلحتها الكيميائية من الأراضي السورية في أسرع وقت ممكن. وقال كيري في تصريح صحافي أدلى به في كينشاسا إنه ناقش مع لافروف «عملية إخراج الأسلحة الكيميائية من سوريا الجارية حاليا وشددت على ضرورة إخراج آخر الـ 8 % الباقية من هذا السلاح قرب دمشق». وأضاف كيري بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي «اتفقنا (مع لافروف) على العمل على عدد من النقاط لنرى ما إذا كان ممكنًا تسريع العملية، واتفقنا معًا على أنه يجب على الحكومة السورية عدم تأخير الأمور». وتابع الوزير الأميركي أن «على النظام (السوري) أن يتحرك على الفور للإعداد لإخراج هذه الأسلحة الكيميائية الباقية ويجب أن نتأكد من حصول هذا الإخلاء بأسرع وقت ممكن». في الأثناء أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص فروا من المعارك الجارية بين تنظيمين اسلاميين متطرفين في محافظة دير الزور شرق سوريا. وتكثفت المعارك السبت خصوصًا بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة، وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام، رغم دعوة إلى وقف القتال بينهما وجهها زعيم القاعدة أيمن الظواهري. وقال المرصد «تشهد بلدة البصيرة التي يقطنها أكثر من 35 ألف مواطن وقرية أبريهة التي يقطنها أكثر من 12 ألف مواطن، وقرية الزر التي يقطنها نحو 15 ألف مواطن حالة نزوح شبه كاملة بسبب الاشتباكات الجارية في المنطقة». وأضاف أن مقاتلي النصرة أحرقوا الكثير من المنازل في البصيرة فيما قام تنظيم الدولة بالشيء ذاته في قرية أبريهة. ومنذ يناير سقط آلاف القتلى في المعارك بين التنظيمين رغم أنهما يحاربان قوات النظام السوري. المزيد من الصور :