×
محافظة الحدود الشمالية

صحيفة سودانية تكشف حقيقة "موءودة عرعر"

صورة الخبر

كابل: محمود رحماني - واشنطن: «الشرق الأوسط» كانت ولاية بدخشان الواقعة شمال شرقي أفغانستان المتاخمة لحدود دول آسيا الوسطى والصين وباكستان على موعد مع أكبر حادثة طبيعية صباح يوم أول من أمس، حيث وقعت انهيارات أرضية متتالية وانزلاقات للتربة ضربت قرية أب باريك التابعة لمديرية أرغو، وهي بلدة جبلية وعرة تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية من قبيل الطرق المعبدة، تقع القرية المنكوبة في منطقة منخفضة وبعد استمرار الأمطار الموسمية الغزيرة في المنطقة وقعت الانزلاقات لتضرب البيوت الطينية العشوائية التي تتشكل منها القرية وفقا للسلطات المحلية، وعندما هرع مئات من سكان القرى المجاورة لمساعدة جيرانهم ضربهم انهيار أرضي آخر أدى إلى تدمير القرية وتجريفها بالكامل. وتحدثت روايات متناقضة عن حصيلة الضحايا ففي الوقت الذي يؤكد حاكم إقليم بدخشان، أن عدد القتلى وصل إلى ألفين ومائة شخص، فيما تقول مصادر رسمية أخرى إن المئات قتلوا وشرد مئات آخرون، ولن تتبين الحصيلة النهائية إلا بعد ثلاثة أيام حين تتوقف عمليات الإنقاذ المستمرة بوسائل بدائية ومتواضعة. وتقول جمعية هلال الأحمر الأفغاني أربعة آلاف وستمائة منزل تم تدميرها الكلي جراء السيول الجارفة المصاحبة بالأحجار، وإن الآمال تتضاءل، حول الناجين المحتملين من بين الأوحال، وسط خوف من ارتفاع عدد الضحايا ووصف الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الحادث بالكارثة، وأمر جميع فرق الإنقاذ من الولايات المجاورة بسرعة التحرك نحو المنطقة المنكوبة لمساعدة المشردين كما توجه إلى المنطقة محمد كريم خليلي النائب الثاني للرئيس كرزاي للإشراف على عمليات الإغاثة، ومساعدة الناجين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وهم بحاجة عاجلة إلى الخيام والمؤن الغذائية بصورة عاجلة. من جهته قال مكتب الأمم المتحدة في كابل إنهم يحققون في حجم الخسائر الناجمة عن الكارثة، وإنهم ينسقون مع الجهات الرسمية لإيصال مساعدات إنسانية للمنطقة الفقيرة. كما قالت قوات حلف شمال الأطلسي «إيساف» في بيان لها إنها تنسق مع الجيش الأفغاني في إيصال المساعدات والمشاركة في عمليات الإنقاذ، بينما قال نائب حاكم إقليم بدخشان محمد بيدار إن فرص انتشال الجثث من تحت الإنقاذ تتضاءل، مشيرا إلى أنهم بصدد تحويل القرية إلى مقبرة جماعية لضحايا الانهيار الأرضي، وأن جميع الجهود حاليا منصبة في مساعدة المشاركين ونقلهم إلى أماكن آمنة خوفا من حدوث انزلاقات جديدة للتربة، وقبل أسبوع شهدت أربع ولايات في شمال أفغانستان وهي ولاية سربل، وولاية سمنغان، وولاية بادغيس، وجوزجان، سلسلة فيضانات وسيول جارفة أدت إلى مقتل 150 شخصا على أقل التقدير وإلحاق أضرار فادحة بالمحاصيل والأراضي الزراعية. في غضون ذلك أعرب مسؤولون عن شعورهم بالقلق من أن جانب التل غير المستقر المطل على موقع الكارثة قد ينهار مجددا مهددا ألوف المشردين ومئات من عمال الإغاثة الذين وصلوا إلى إقليم بدخشان على الحدود مع طاجيكستان. وقال أحد سكان القرى في المنطقة: «الجميع محاصرون هنا.. إنهم جميعا هنا».. وقالت الأمم المتحدة إن التركيز الآن على أكثر من أربعة آلاف شخص شردوا بسبب الكارثة التي وقعت أول من أمس. وقد أدى التهديد بحصول انزلاق تربة جديد إلى إبطاء عمليات البحث وتراجع الأمل بالعثور على ناجين، بينما اعتبرت نحو 300 عائلة، أي أكثر من ألفي شخص! في عداد المفقودين، وفقا للسلطات. وتسببت انزلاقات التربة بتشريد ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص، بحسب بعثة الأمم المتحدة. وتمكن بعضهم من إيجاد ملجأ في قرية مجاورة حيث حصلوا على خيم وأغطية! لكن أعدادها غير كافية. وأوضح مصدر من أجهزة الطوارئ «أن الناس بحاجة للغذاء والملاجئ والمساعدة الطبية. لقد فقدوا كل شيء». وأعلن وحيد الله أماني المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن فريقا من هذه المنظمة «توجه إلى المكان في وقت باكر هذا الصباح لتقييم الوضع، حاملا حصصا غذائية لتوزيعها على السكان». وجرى تنظيم صلاة الجنازة لضحايا الكارثة. وسيتم تنظيم صلاة دينية خلال النهار لتكريم ضحايا الكارثة. وفي واشنطن أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الأفغانية.