×
محافظة حائل

وصية الأميرة العنود حرم الملك فهد​​ تلفت الأنظار في معرض الكتاب

صورة الخبر

إذا كنت زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً. هي: زوجي ينتقدني بأنني لا أهدأ في دراسة حديثة قرأتها تحدثت عن الفروق بين الرجل والمرأة، استوقفتني إحدى النقاط، حيث وضحت أن المرأة أكثر قدرة على القيام بعدة أعمال في نفس الوقت، بينما الرجل ينتهي من عمل ليبدأ الآخر. ما الخطأ في ذلك؟ ليس هنالك أي خطأ، فتركيبة دماغ المرأة مختلفة عن الرجل، لذا لكل منهما ميزات. أقول كل هذا رداً على انتقادات زوجي عادل المستمرة بأنني لا أهدأ، وأضيع في جميع المهمات التي أقوم بها. لا بأس، أنا لم أعد أنفعل من الانتقادات فقد اعتدت عليها؛ لذا أصبحت أتعامل معها بمزاح وأضحك، ولكن أريد أن أحلل انتقاده وأتساءل، ترى هل يفكر بوضعي ومسؤولياتي قبل أن ينتقد؟ هل يرى الصورة بأكملها؟ ما هي هذه الانتقادات؟ وما هي أفعالي المستفزة له؟ أنا زوجة وأم لطفلين صغيرين، وفي نفس الوقت امرأة عاملة، هذا هو الإطار الأول للصورة، إذاً مسؤولياتي هي تجاه بيتي، زوجي، أطفالي وعملي. عادل ينتظر مني أن أقوم بكل هذا بالتتابع، من وجهة نظره أنني عندما أعد الطعام يجب أن أركز في الطعام فقط، وبعد أن أنتهي أنتقل إلى تنظيف البيت، وعندما ينظف البيت أستطيع الجلوس مع الأطفال لألاعبهم وأتحدث معهم ثم أنتقل للكومبيوتر لأتابع عملي وأدقق فيه، هل أستطيع أن أفعل ذلك؟ لا، وأي أم تستطيع أن تتصرف على هذه الوتيرة؟ ربما عادل يتأثر بالإعلانات التلفزيونية، والصورة العائلية في لقطة واحدة، قلت له مرات عدة: إن ما يتصوره غير واقعي، فلا يمكن أن أبدأ مهمة وأنهيها ثم أبدأ أخرى، مستحيل، أكرر، أنا أم، وعندما أترك طنجرة الطعام لتغلي على النار أشغل المكنسة الكهربائية أو أذهب لتنظيف الأخشاب، أعود لأتفحص الطعام ثم أجلس لبضع دقائق ألاعب طفليّ؛ ليرن هاتفي معلناً استلام رسالة إلكترونية، حسناً، إنها من العمل فأنا أحياناً أعمل من المنزل، فطبيعة عملي كمصممة مواقع إلكترونية يمكنني من العمل من البيت، وهذا الوضع مثالي لي. الآن الطعام على النار، وأخشاب المنزل نظيفة وطفلاي سعيدان بملاعبتي لهما، ولو لبضع دقائق، وسأنتقل لفتح اللاب توب للعمل وأنا في وسطهما. أنا سعيدة بكل هذا، ومنزلي دائماً نظيف ومرتب، عملي أفخر بإنجازاته، طفلاي لطيفان وهادئان، وزوجي رائع لولا كثرة انتقاداته لحركتي المستمرة، أتمنى لو يشعر بسعادتي ويتوقف عن انتقادي، إنه ينظر لوضعي ويقارن نفسه لعدم قدرته على القيام بكل المهام مهما كانت بسيطة بنفس الوقت، لماذا لا يفهم أن ما أنا عليه هو تميز وليس تعوداً سيئاً يتطلب مني الكف عنه؟ آسفة يا زوجي الغالي، فإن كنت تريد طعاماً لذيذاً، وبيتاً نظيفاً، وأطفالاً هادئين، وزوجة سعيدة وفخورة، فاقبل بتعدد مواهبي فأنا لا أشتكي. سميرة ( 29 سنة – مصممة مواقع إلكترونية). رجل وامرأة إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية. هو: أحب أن أقوم بدوري كأب عصري كلما رأيت زوجتي سميرة تتحرك بالمنزل أشعر بالإنهاك، وأنا جالس على الأريكة لا أفعل شيئاً، مجرد حركتها تُشعرني وكأنها في سباق ماراثوني، تنتقل من غرفة لأخرى بسرعة البرق، ولا أدرى أذهبت أم قدمت، ولا أدرى كيف تتمكن من القيام بكل ما تفعله في نفس الوقت؟ مشكلتها أنها تتصور أنني أتذمر من نمط حركتها وقيامها بما تفعل، ولكن الحقيقة أنني أشفق عليها وأقلق على صحتها، فإن استمرت على هذا المنوال فستنهك بدنها قريباً، هي لا ترى نفسها وقت المساء، وهي ملقاة على الكنبة كالقتيلة، مشكلتها أنها اعتادت على التعب، وأصبح الإرهاق من الأمور الطبيعية جداً، وتتعايش معه وتصادقه. أنا أعلم وأقدر حجم مسؤولياتها، وكذلك مقتنع بأن هذه مرحلة وستزول بمجرد أن يكبر طفلانا، ولكن إن اعتادت على هذا النمط اليومي فربما عندما يحين الوقت لتهدأ قليلاً لن تتمكن من الهدوء والتحرك بتروٍ، كم أحب أن نجلس معاً نتابع برامج تلفزيونية أو نتحادث، ولكن هذا لا يحدث بسبب انشغالها المستمر وتعبها الدائم. عندما أقول لها هذا الكلام تبدأ باتهامي أنني أتصرف كالطفل، وأنني أريد اهتمامها بدلاً من أن أشاركها المسؤولية، وإن أردت التحدث الآن عن مشاركة المسؤولية فهذه حكاية أخرى، كم من مرة فكرت أن أساعدها وأجهز نفسي لأتلقى منها التعليمات والإرشادات بكل رحابة صدر؛ لأقوم بالمساهمة ببعض المهام فماذا يكون ردها؟ تقول لي على مضض إنه من الأفضل أن تقوم هي بالمهام وتنهيها بسرعة، فالوقت الذي ستستغرقه بالشرح لي عما يجب فعله سيكون أطول من القيام بالمهمة نفسها. ماذا أفعل إذاً؟ حتى وإن أخذت وقتاً في الشرح وكنت بطيئاً بالعمل، ولكن في المرات القادمة سأكون أسرع وأسرع إلى أن أتمرس بما أفعله، ليست مشكلتي أنها تفرض حصاراً وترفض المساعدة، ولا أستطيع أن أفرض عليها ما لا تحب؛ لأن سعادتها تهمني جداً، يبدو أيضاً من المهم أن أكون أكثر وضوحاً في تعبيري وشرحي، قد أحتاج للجلوس معها للحديث الجاد بأن علينا مساندة بعضنا، فمثلما هي تساندني أريد أيضاً أن أساندها؛ لأني أحبها وأحب أن أقوم بدوري كأب وزوج عصري، فلماذا تفرض عليّ سميرة لبس عباءة (سي السيد)؟ حبي لها وعدم رغبتي بإزعاجها تجعلني أقبل الانسحاب وتركها لمهامها، ولكن هي بدأت تفسر هذا بأنني أتذمر وأنتقدها، ولن أقبل من يفهم مساندتي لزوجتي ومساعدتي لها كزوج وأب لطفلي أنه انتقاص لرجولتي، فرجولتي هي السند لها. عادل (32 سنة – مهندس مدني)