حثت الولايات المتحدة الجمعة طرفي النزاع في جنوب السودان على تحديد موعد لمفاوضات مباشرة، واقترحت على الامم المتحدة فرض عقوبات لوقف الهجمات بحق المدنيين. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة الى جوبا ان رئيس البلاد سلفا كير ونائبه السابق الذي بات زعيما للمتمردين رياك مشار ملتزمان بفتح مفاوضات مباشرة. وقال كيري "يمكننا القول بثقة ان الرئيس كير منفتح جدا (...) على فكرة اتخاذ اجراءات قوية لوضع حد للعنف، وتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار (الموقع في 23 كانون الثاني/يناير ولكنه لم يلق احتراما) والبدء بالتعاون باحترام مع حكومة انتقالية". واضاف ان "هذا اللقاء بين رياك مشار وسلفا كير اساسي للتمكن فعلا من العمل جديا على الطريقة التي ستجعل من اتفاق وقف اطلاق النار مطبقا فعليا من الجميع". ومن المفترض ان يتم اللقاء الذي سيشكل المحادثات المباشرة الاولى منذ بدء المعارك قبل اربعة اشهر، في اثيوبيا. وصرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنثا باور "كير قال انه سيلتقي نائبه السابق في محادثات مباشرة". واضافت باور "لقد سمعنا وعودا كثيرة من قادة جنوب السودان لم يتم تنفيذها ... ونامل ان يكون الامر مختلفا هذه المرة من اجل شعب السودان". وتابعت "نحث كير ومشار على الاتفاق سريعا حول موعد للمفاوضات المباشرة". وتواجه الولايات المتحدة التي كانت من ابرز مؤيدي استقلال جنوب السودان ضغوطا للتدخل خصوصا وانها اعطت مليارات الدولارات من المساعدات منذ الاستقلال في 2011. وقارن مسؤولون من الاسرة الدولية بين الوضع في جنوب السودان وبين تصاعد الاحداث التي ادت الى المذابح في رواندا قبل عشرين عاما. والشهر الماضي، وافق الرئيس الاميركي باراك اوباما على فرض عقوبات تشمل مصادرات اصول وفرض حظر على منح تاشيرات دخول ضد كل شخص يشتبه في انه يهدد جهود السلام في جنوب السودان. وقالت باور ان على الولايات المتحدة ان تقرر "سريعا ما اذا كانت ستفرض عقوبات موازية محددة الاهداف للحؤول دون شن هجمات على المدنيين". واضافت باور ان الولايات المتحدة ستعمل من اجل اعادة النظر في تفويض مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان من اجل التركيز بشكل اكبر على حماية المدنيين، وحقوقهم وايصال المساعدات. ومضت تقول "يجب وضع حد للانفلات من العقاب". ويقول دبلوماسيون ان المحادثات جارية بين الاعضاء الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي حول قرارين الاول لفرض عقوبات والثاني لاعادة النظر في تفويض مهمة الامم المتحدة. وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو ان فرنسا تدعم مراجعة سريعة لتفويض مهمة حفظ السلام بالاضافة الى فرض عقوبات على الاطراف الذين يرفضون عملية سياسية. واندلع النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر عندما اتهم كير مشار بتنفيذ محاولة انقلاب. واطلق مشار حركة تمرد مصرا على ان كير حاول التخلص من منافسيه. ولم تتوقف الاسرة الدولية عن استنكار الفظائع وجرائم الحرب (مجازر قبلية وعمليات اغتصاب وتجنيد الاف الاطفال للقتال...) التي ارتكبتها القوات الحكومية والمتمردون. لكن ذلك لم يكن له تاثير على الارض. الا ان ذلك لم يحل دون طلب سفير جنوب السودان لدى الامم المتحدة الحصول على مزيد من المساعدات المالية. وقال فرنسيس دينغ ان "الازمة الحالية تضعف لا بل تقلل من القدرات المحدودة للحكومة اصلا". وتابع دينغ ان جنوب السودان "بحاجة للدعم اكثر من اي وقت مضى وسحب هذا الدعم يمكن ان يزيد الازمة سوءا". وقضى الاف الاشخاص - على الارجح عشرات الالاف لكن المحصلات الدقيقة مفقودة -، بينما فر 1,2 مليون جنوب سوداني على الاقل من منازلهم في هذا البلد المصنف بين الاكثر فقرا في العالم. وتؤوي مخيمات الامم المتحدة عبر البلاد وفي ظروف مزرية، اكثر من 78 الف مدني يخشون التعرض للقتل اذا ما جازفوا في الخروج من هذه المخيمات. وحذرت المنظمات الانسانية من ان جنوب السودان على شفير اسوأ مجاعة تشهدها افريقيا منذ الثمانينات.