وحيد حامد، لمن لا يعرفه من القراء، واحد من أعظم من أنجبتهم السينما العربية، في كتابة سيناريو الأفلام، إن لم يكن الأهم من وجهة نظري الفنية. هذا السيناريست، الذي يجهل اسمه الكثيرون، لأنه ليس بطلاً يظهر على الشاشة ليراه الناس، وليس مخرجاً يظهر اسمه بالبنط العريض على أفيشات وإعلانات وعلب الأفلام، لكنه في كتاباته وسيناريوهاته، أهم من نجوم ومخرجين كثر. كتب هذا السيناريست الكبير، فيلمين لعادل إمام، الإرهابي، والإرهاب والكباب، وكان في كلا الفيلمين، منذ سنوات طويلة، يتنبأ بما سيحمله المستقبل، والآن يحدث في مصر، نفس ما تنبأ به وحيد حامد. في الإرهاب والكباب، تنبأ بسقوط الدولة البوليسية الجلادة لشعبها، وفي الإرهابي، تنبأ وبالاسم عما ستجلبه جماعة الإخوان المسلمين، لمصر من وجع دماغ، وتسييس للدين، وإرهاب يدمر الشارع والإنسان والمستقبل. في الإرهاب والكباب، كانت أحداث الفيلم كلها تدور في مبنى الوزارات الضخم الموجود بميدان التحرير، والآن جرح مصر كله بميدان التحرير. في الإرهابي، قدّم شخصيات دينية متطرفة، يدور الفيلم حولها، ومصر الآن، لا شيء يدور حولها غير التطرف والمتطرفين.