اختتمت الملحقية الثقافية السعودية بالنمسا ودول الإشراف، وبالتعاون مع كلية العلوم الإنسانية بجامعة "اتفوس لوراند" للعلوم الإنسانية والتطبيقية في العاصمة المجرية بودابست، أمس احتفالها "باليوم العالمي للغة العربية" بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في المجر ونخبة من المثقفين والباحثين وأساتذة الجامعات المجرية، وذلك ضمن مشاركة المملكة العربية السعودية في فعاليات ندوة الحرف العربي لعام 2014م والتي انعقدت على مدى أسبوعين في القاعة الكبرى بحرم الجامعة. وبدأ الحفل بكلمة ألقاها السيد "شاردي بارني" رئيس الجامعة، أشاد فيها بالعلاقات الثقافية بين المملكة والمجر، والتي كانت حافزاً مميزاً لسياسة المجر في انفتاحها نحو الشرق، وخصوصاً العالم العربي، لرسم خارطة طريق لعلاقات صلبة ومتميزة، تعمل على تعميق أواصر الصداقة وتبادل الخبرات والإطلاع على الأوجه الثقافية والإنسانية لكلا الشعبين. وتحدث الدكتور توماش دبو، عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة اتفوس لوراند، عن دور الجامعات في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية مبيناً تاريخها العريق وما قدمته الجامعة من تعاليم حضارية أثرت في الفكر الإنساني عامةً، وأضاف أن المجر تسعى لأن تكون الجامعات الأكاديمية أفضل الأماكن لتطوير تفاعل ثقافي فعال بين المجر والمملكة، وفي ختام كلمته، التي أشاد فيها بالدورة التدريبة لورش عمل "الحرف العربي"، أشار إلى أن اللغة العربية، لغة الإسلام، هي في حقيقة الأمر "لغة السلام أيضاً"، وقدم شكره بالنيابة عن المسؤولين بالجامعة إلى الملحقية الثقافية في النمسا ودول الإشراف، على الجهد الكبير الذي تبذله من أجل إقامة علاقات ثقافية وعلمية وحضارية من خلال التواصل المستمر والدؤوب مع شعوب المنطقة. وفي كلمته، رحب د. عبدالرحمن البلوشي، عميد معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، باستضافة المجر للدورة التدريبية لورش عمل "الحرف العربي"، مشيراً إلى الدور الفعال الذي تلعبه المملكة في نشر الثقافة العربية وتعميمها، وإظهار ما يتميز به الحرف العربي من جمالية في الشكل وعذوبة في النطق وسلاسة في القدرة على التعبير. وفي الختام ألقى الملحق الثقافي السعودي في النمسا، د. علي بن عبدالله بن صقر كلمة رحب فيها بالسفراء المعتمدين في المجر ونخبة من المثقفين والباحثين وأساتذة الجامعات المجرية والضيوف والطلبة والأساتذة المشاركين في هذه الاحتفال، متمنياً لهم التوفيق والنجاح والوصول إلى تحقيق الغاية المرجوة من هذه الفعالية الثقافية المميزة، كما قدم شكر الملحقية لجامعة اتفوس لوراند لدعمها لورش عمل الحرف العربي. كما استفاض د. بن صقر في شرح الدور الفعال الذي لعبه المستشرقون المجريون في جمع المخطوطات العربية ووضع المعاجم العلمية، ونقل التراث الأدبي والعلمي والحضاري العربي، من خلال الترجمة والتأليف، وخص سعادته العديد من المستشرقين ومن بينهم أغناتس غولدزيهار وعبدالكريم غرمانوس، وأوري يانوش الذين لاقوا شهرة عالمية واحتراما دوليا، لما نقلوه من التراث والعلوم للقارة الأوروبية والعالم.