«سيف عبدالله» المناورة العسكرية الضخمة التي رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفل اختتامها ظهر الثلاثاء الماضي في حفر الباطن انطوت على رسالة «تطمين» و«تحذير».. تطمين لمواطني هذه البلاد بأن أمن بلادهم وسيادتها ووحدة ترابها ومقدساتها ومقدراتها ومكتسبات شعبها في أيدٍ أمينة تحرسها بعد عناية الله سواعد أبطال بواسل عقدوا العزم على الذود عن حياض الوطن بالروح والدم، وأعدوا أنفسهم لهذه المهمة المقدسة بالعلم والتدريب والجاهزية الفنية والتسليحية العالية، أما رسالة «التحذير» فإن «سيف عبدالله» توجهها لكل الأعداء والمتربصين والمتآمرين وكل من تحدثه نفسه باستهداف أرض الحرمين الشريفين في أمنها واستقرارها وسيادتها. وهذه المناورة العسكرية الضخمة ليست عملاً استعراضياً أو دعائياً فقد أمضى نحو ١٣٠ ألف جندي من جميع أفرع القوات المسلحة وقياداتها العسكرية ١٣ يوماً في تدريبات تشبه البيئة القتالية الحقيقية بمشاركة عشرات الطائرات المقاتلة المتطورة والمروحيات والقطع البحرية ومنظومات الأسلحة البرية من دبابات وصواريخ أرض - أرض وأرض - جو وشاركت في المناورة قوات من وزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية في تنسيق يؤكد أن قواتنا العسكرية قد حققت مفهوم العمليات المشتركة للحرب الحديثة، كما أن إجراء المناورة في مناطق متعددة ذات تضاريس متباينة يؤكد قدرة قواتنا المسلحة على العمل في كل الظروف والبيئات. إن الأداء العالي لجنودنا البواسل في هذه المناورات الضخمة هو ثمرة عمل دؤوب وجهد مثابر بدأ منذ عهد الملك المؤسس وكان زخمه الأكبر بقيادة الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- الذي يعزى إليه الفضل بعد الله في تحديث وتطوير قواتنا المسلحة وتجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات العسكرية. واليوم تتواصل جهود تطوير قواتنا المسلحة الباسلة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بذات الزخم والتصميم . وما كشفته مناورات «سيف عبدالله» من قدرات عملياتية وجاهزية قتالية وقدرة على تخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية المعقدة يؤكد أن قواتنا المسلحة باتت في الصف الأمامي بين الجيوش الحديثة التي تستخدم أحدث المعدات والتكتيكات العسكرية. إن «سيف عبدالله» بأدائها المميز هي سيف ردع لمن يفكر في الاعتداء على المملكة أو أشقائها في مجلس التعاون الخليجي وسيف تصدٍ وحسم لمن يقدم على العدوان أياً كان. ونحن في زمن صعب تعددت فيها مصادر الخطر والمهددات، ووجود جيش قوي ضرورة وأولوية وطنية لا تقبل المساومة، وقيادتنا الرشيدة أثبتت حنكتها وحكمتها عندما سخرت إمكانات كبيرة لبناء قواتنا المسلحة وتدريبها وتجهيزها حتى تكون قادرة على أداء مهامها ردعاً ودفاعاً إذا لزم الأمر، وجنودنا البواسل الذين شاركوا في المناورة الضخمة وقدموا عرضاً مدهشاً لفنون الحرب الحديثة عملوا في صمت بعيداً عن الأضواء لتحقيق هذا المستوى العالي من الكفاءة القتالية، فهؤلاء الأبطال قلما نراهم تحت أضواء الإعلام لكنهم عدتنا وعتادنا في الملمات والأزمات، ومناورة «سيف عبدالله» زادتنا ثقة واطمئناناً بأن جنودنا البواسل جاهزون للذود عن أرضنا وعرضنا ومقدساتنا، وأن قواتنا المسلحة اليوم جيش حديث ضباطه وأفراده مهندسون وفنيون أتقنوا التعامل مع التقنيات والإلكترونيات المعقدة ويمكنهم أن يجعلوا أي اعتداء على وطنهم وشعبهم مغامرة خاسرة ومكلفة للأعداء. إن قواتنا المسلحة درع سلام واستقرار وليست قوة عدوان واعتداء فالمملكة منذ تأسيسها لم تعتد على أحد ولم تتدخل في شؤون أحد إلا بخير، لكنها لم ولن تتردد في الرد بحزم وتصميم على كل معتد فأرض الحرمين الشريفين لها حرمتها والدفاع عنها واجب وعبادة والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» حفظ الله بلادنا وقادتنا وجنودنا البواسل والله أكبر على كل عدو ومتآمر.