النسخة: الورقية - دولي لم تثر دعوة اللاعب الفرنسي «الأسطورة» ميشيل بلاتيني البرازيليين لوضع مشاكلهم جانباً خلال فترة بطولة كأس العالم في البرازيل، سوى صدمة العالم الافتراضي. قبل أسابيع قليلة من بدء المونديال، قدّم اللاعب السابق الذي هو أيضاً رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، نصائحه. وأمام كاميرا وكالة إعلامية مختصة بأخبار الرياضة، وبتحقيق البرامج الرياضية لمحطات فرنسية كبرى، دعا بلاتيني سكان البرازيل إلى «هدنة» خلال البطولة العالمية التي ستقام في حزيران (يونيو) وطلب منهم أن يبذلوا جهداً ويهدأوا، فلديهم «كأس العالم»، وهم هنا كي يُروا «جمال بلدهم وشغفهم بكرة القدم»، وإن كان بوسعهم الانتظار شهراً قبل أن يقوموا «بثورتهم الاجتماعية نوعاً ما»، فسيكون هذا جيداً للبرازيل ولعالم كرة القدم! اللاعب الشهير السابق في المنتخب الفرنسي الذي كان يتحدث للكاميرا على هامش فعالية رياضية لكأس أوروبا عام 2016، أضاف: «الجو متوتر. لذا، علينا أن نرسل رسالة للبرازيليين: قوموا بجهود خلال شهر، اهدأوا وكرّموا كأس العالم الجميلة هذه، لقد أقمناها في البرازيل لنسرّكم»! الإعلام الفرنسي لم يهتم بهذا التصريح، على رغم أنه يندرج في إطار ما يطلق عليه في فرنسا «الخطاب غير اللائق سياسياً»، ما دفع بموقع «بيور ميديا» للتساؤل في مقالة ما إذا كان بلاتيني يتمتع «بحماية» الإعلام الفرنسي؟ فعلى رغم أن تصريحاته «صدمت» وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فهي لم تثر «انفعالاً» في الوسائل الإعلامية الأخرى مثل الصحافة والتلفزيون، باستثناء مقالة صحافية في مجلة «لو بوان» الفرنسية. كاتب المقالة، مقدم برنامج رياضي على «أي تيلي» الإخبارية، دان بشدة تصريحات «الرئيس» ووصفها بأنها «لا معقولة»، وسخر منها، فمن هؤلاء «الحفاة الذين يهدودن البطولة ويستنكرون الاستثمارات في كرة القدم؟ فليعودوا إلى ضواحيهم التنكية وليأكلوا الكعك إن لم يكن لديهم الخبز»! كما أشار إلى غياب أي كلمة استنكار في الإعلام الفرنسي بعد «استنكار بلاتيني التظاهرات (في البرازيل) التي قد تعكر تنظيم كأس العالم!». قد يبرر تاريخ بلاتيني الرياضي المشرف هذه «الرأفة» به، وقد تكون ثمة أسباب تتعلق بشخصيته... لكن ما قاله ببساطة أمام الكاميرا عبّر بوضوح عما لا يقوله أحد عن عالم الرياضة، والبطولات التي باتت قوة ذات نفوذ ضخم سياسي واجتماعي ومالي. وما يهم في كرة القدم هو الاستثمارات المرافقة لها وضرورة تنظيم المسابقات العالمية تحت أي ظرف. وإن كان ثمة ما يمنع التظاهر ضد البؤس، أو التنديد بهدر الأموال في بناء منشآت رياضية أكبر من حاجة البلد، فلنغمض عيوننا ولنهدأ خلال البطولات، ثم لنكسّر الدنيا في ما بعد إذا رغبنا!