< تفاعلت مراقبات مركز تأهيل الدمام مع ما نشرته «الحياة» حول ظاهرة استمرار التعنيف في المركز، وأشرن إلى حدوث تجاوزات وإهمال في تحمّل المسؤولية المناطة بالقائمات على رعاية النزيلات والأطفال، فيما علمت «الحياة» من مصدر مطلع أن وزير العمل الشؤون الاجتماعية شكل لجنة رفيعة المستوى تعمل على القضاء على الفساد في فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية، كاشفاً عن أن مدير الفرع في «تأهيل الدمام» عليه ملاحظات وشكاوى عدة، واعداً بالأخبار السارة بعد شهر رمضان. ووفقاً لوالد المتوفاة سارة الخالدي أكدت إحدى المراقبات أن من تقوم بسحب عينات الدم من النزيلات هن العاملات اللاتي يجهلن مهنة التمريض بدلاً من الممرضات، لافتةً إلى أن النزيلات يتألمن إثر عملية سحب الدم، فيما أشارت أخرى إلى أنها لاحظت أثناء عملها اليومي وجود بقايا (سحلية) في طعام المقيمات. وحول كاميرات المراقبة التي استخدمت في المركز، أوضحت المراقبات أن الكاميرات وضعت في دورات مياه «المعوقات» وتكشف عن عوراتهن، وتكشف عن الموظفات خلال أداء عملهن من دون غطاء أمام «رجل» قائم بعملية متابعة التصوير، وقلن: «تم اكتشافها بالصدفة، وهو ما دفعنا إلى إبطال عملها، إذ لم يتم التنبيه ببدء تطبيقها»، وتابعن: «منذ شهر ونصف الشهر تم رصد القائم على الكاميرا (مقيم عربي ) وهو يقبع أمام الشاشات منفرداً بالساعات ومعه جواله الخاص، يرى المعوقات متعريات، والموظفات من دون حجاب وهن يمارسن عملهن، بينما يسلط الكاميرا عليهن من غير علمهن»، وأضفن: «من المضحك في الأمر بعد اكتشافنا للكاميرات تم إشعار الجميع عبر توزيع النشرات بوجودها»! مؤكدات أن بحوزتهن صوراً لمعوقات متعريات وموظفات تم تصويرهن من شاشات الكاميرا، ما يثبت مدى التهاون في المتابعة والمراقبة، فالجميع يتاح له التصوير حتى العاملات أنفسهن، كما أشرن إلى وجود صور لموظفات من دون حجاب تم تسريبها من شاشات المراقبة. وحملن مسؤولية هذا الإهمال والتقصير مديرة المركز ونائبتها ، واستطردن بالقول: أين الأمانة التي وكلت لكما؟ تسمحون لعامل بالدخول ومعه جواله من دون رقيب ولا حسيب»؟ واتهمن مدير الفرع بالتواطؤ معهما والدفاع عنهما، لافتين إلى أن هناك سوابق خيانة للأمانة في حالة إصابة الطفل حسن النعيري بكسور، وأضفن: «اكتشفنا إصابته بكسور، وتم فضحهم ورفعنا شكوى لوزارة الصحة، وبعد معاناة الطفل وآلامه وارتفاع حرارته»، مشيرات إلى أن والده قدّم شكوى بعد أن تبين لمستشفى الولادة والأطفال إصابته، وعلى رغم إجراء التحقيقات في الأمر، إلا أنه لم يتخذ إجراءً رادعاً يتصدى للإهمال والتسيب، وهو ما دعا إلى المزيد من التقصير واللامبالاة في حقوق النزلاء. يشار إلى أن «الحياة» نشرت أخيراً عن اكتشاف 96 حالة ارتفاع دهون وكوليسترول للنزيلات والأطفال، وأربع حالات وفاة، مع استمرار التعنيف والإهمال في المركز، فيما أكد والد المتوفاة سارة الخالدي أن ثلاث جهات حكومية تحقق في حوادث الوفاة، وفي ظاهرة التقصير والفساد فيه وهي: مديرية الشؤون الصحية، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والمحكمة الشرعية.