×
محافظة المنطقة الشرقية

دوري الدرجتين... هل يُطبّق؟ - رياضة محلية

صورة الخبر

«زيارة تاريخية».. هكذا يمكن وصف زيارة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المحدة «دونالد ترامب» إلى المملكة العربية السعودية، في أول جولة خارجية له، مخالفاً تقليد أسلافه بزيارة دول الجوار أولاً، وبضيافة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» عُقدت قمم ثلاث، حملت في طياتها عدة دلالات ومضامين، وخرجت بنتائج مثمرة واتفاقيات تعاون وشراكة مهمة، لترسم مستقبلاً مشرقاً وتبلور شكلاً جديداً للعلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة والخليج والدول العربية والإسلامية. استقبال حار وحفاوة وكرم ضيافة واهتمام بأدق تفاصيل الاستقبال واللقاءات هذا ما وجده الرئيس الأمريكي عقب وصوله إلى الرياض وأشاد به، جدول أعمال اليوم الأول كان أيضاً حافلاً، حيث شهد توقيع العديد من الاتفاقيات وإبرام الكثير من الصفقات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، ففي البداية وقع خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» والرئيس «دونالد ترامب» اتفاقية الرؤية الإستراتيجية المشتركة، والتي وصفها وزير الخارجية «عادل الجبير» بأنها «تاريخية وغير مسبوقة»، حيث ستشمل دعم التعاون بين الدولتين في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم ومجالات أخرى مختلفة.كما شهد الملك مع الرئيس ترامب توقيع اتفاقيات وصفقات واستثمارات بين الرياض وواشنطن على مدى العشر سنوات المقبلة، تجاوزت قيمتها 380 مليار دولار، هذه الاتفاقيات شملت قطاعات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا والدفاع، لعل أبرزها الصفقة الدفاعية التي تبلغ قيمتها 110 مليار دولار، وتشمل خمسة محاور، وهي: أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والأمن البحري وتحديث القوات الجوية، والدفاع الجوي والصاروخي، وتحديث أمن الاتصالات، كما تم توقيع عدة اتفاقيات مع شركات أمريكية للصناعات العسكرية تشمل: اتفاق مع شركة «لوكهيد مارتن» لدعم برنامج تجميع 150 طائرة هليكوبتر من طراز «بلاك هوك إس-70» في المملكة، و اتفاق آخر مع شركة «رايثيون» لإنشاء فرع في المملكة سيركز على تنفيذ برامج لخلق قدرات محلية في الدفاع وصناعة الطيران، واتفاق مع «جنرال دايناميكس» لتوطين التصميم وهندسة وتصنيع ودعم المركبات القتالية المدرعة في السعودية وفقاً لرؤية 2030. وفي مجالات الطاقة والنفط والقطاعات الصناعية تم توقيع عدة مذكرات تفاهم ومشاريع مهمة مع شركات «جنرال إلكتريك» و«داو كيميكال»، أما عملاق النفط السعودي «أرامكو»، فتحت شعار «شراكة للأجيال»، تم توقيع 16 اتفاقية بين أرامكو و11 شركة أمريكية لدعم فرص النمو التجاري المشترك، هذا بخلاف مذكرة التفاهم بين شركة «بلاكستون» للاستثمار المباشر مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لتدشين آلية استثمار في البنية التحتية، ومذكرة تفاهم بين «إكسون موبيل»مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك». وفي ختام القمة الثنائية صدر «إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة للمملكة وللولايات المتحدة» والذي تضمن الإعلان عن تشكيل مجموعة إستراتيجية تشاورية مشتركة بين البلدين تجتمع مرة واحدة على الأقل في السنة بالتناوب بين البلدين لمراجعة مجالات التعاون، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة لمكافحة خطاب التطرف وتعطيل تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون الدفاعي، وقد التقى الرئيس ترامب في لقاءات ثنائية مع ولي العهد سمو الامير محمد بن نايف، كما التقى ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، في حين كانت القمة الخليجية الأمريكية على نفس القدر من الأهمية، حيث اجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس ترامب، لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، وبناء علاقات تجارية قوية بين واشنطن ودول الخليج، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات عدة، واستكمال بناء المنظومة الدفاعية الخليجية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم لمراقبة مصادر تمويل الإرهاب، حيث تم توقيعها بين وزارة الخزانة الأمريكية والدول الخليجية لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب. معاً في مواجهة التطرف والإرهاب ثالث القمم التي احتضنتها عاصمة العزم «الرياض»، كانت القمة العربية الإسلامية الأمريكية والتي عقدت في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، وارتكزت حول محاربة الإرهاب وسبل تجفيف منابعه والقضاء عليه، الرئيس «ترامب» دعا قادة الدول المشاركة إلى عدم تقديم ملاذ للإرهابيين وضرورة إخراجهم من أماكن العبادة ومن مجتماعاتهم، مضيفاً «على كل دولة في المنطقة واجب ضمان ألا يجد الإرهابيون ملاذاً على أراضيها»، وأكد ترامب أنه يحمل إلى العالمين العربي والإسلامي «رسالة صداقة وأمل ومحبة»، وقال: «علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكاناً يمكن لكل رجل وامرأة، مهما كان دينهما أو عرقهما، أن يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والأمل». وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تليرسون» أشار إلى أن خطاب الملك سلمان، كان موازياً لخطاب الرئيس ترامب، مؤكداً أن واشنطن رأت عزم الملك سلمان على مكافحة القوى التى تسبب النشاطات الإرهابية المتشددة، ولمحت قوته وشجاعته في تصديه للعديد من القضايا الكبرى وبنظرته الإصلاحية للعديد من القضايا، ولاسيما في تنمية الشباب والتعليم وتمكين المرأة، من أجل نجاح المجتمع، لذلك «خطاب الملك كان مميزاً جداً». وأوضح «تليرسون» أن الولايات المتحدة تريد أن تمد يدها للعالم الإسلامى وتعمل معه لمواجهة التهديدات الإرهابية التى تهدد جميع الدول بالعالم وليس المنطقة فحسب. ومن أهم ثمار القمة، هو افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يشاركه الرئيس ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسي، مركز «اعتدال» لمكافحة الفكر المتطرف، بحضور عدد من رؤساء الدول الإسلامية، وقد رحب القادة بتأسيس هذا المركز، مشيدين بالأهداف الاستراتيجية له والمتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب، كما أعربت بعض الدول الإسلامية عن استعدادها بالمشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة، و رحب القادة بما تم تحقيقه من تقدم على الأرض في محاربة داعش وخاصة في سوريا والعراق.