اعتبر محلل عسكري دنماركي متخصص بمجال مكافحة الإرهاب، أن المملكة تمكنت من مكافحة تنظيم القاعدة بفاعلية، مؤكدًا أن "سجل مكافحة المملكة للتنظيمات الإرهابية، التي ظهرت خلال العقد الماضي، يُنبئ بأن أمنها لن يكون عرضة لأي تهديد من قبل (داعش) عكس المتوقع لبعض الدول الأخرى بالمنطقة". وفي حوار أجراه موقع "إنترناشونال بزنس تايمز" مع هارلين جامبهير المحلل العسكري بمعهد الدراسات الحربية الأمريكي، عقب نشر "داعش" فيديو لقتل مواطن دنماركي بالمملكة؛ قال "جامبهير" إن المملكة ستظل دائمًا مطمعًا لتنظيم داعش؛ لكونها أهم وأقوى معقل سني في العالم الإسلامي. وذكر أن المملكة مطمع لأنصار داعش كذلك؛ لكونها أكبر مُصدِّر للنفط في العالم، و"نجاح السيطرة على أي من آبار السعودية، التي تحوي أكبر مخزون عالمي من النفط، كفيل بأن يكون له أثر في موازين القوة في العالم". المحلل العسكري شدد كذلك على أن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش يعلم تمامًا أنه لن يكون قادرًا على السيطرة على أي شبر من أرض المملكة؛ لذلك استعاض عن ذلك بمحاولة الزج ببعض أفراده الموجودين داخل المملكة لإحداث قلاقل داخلية بها. وأضاف: "كان هذا واضحًا في الرسالة الأخيرة التي أرسلها أبو بكر البغدادي إلى أتباعه في المملكة"، والتي قال لهم فيها: "ضيقوا عليهم حياتهم واجعلوهم ينشغلون بأنفسهم لكي يبتعدوا عنا"، في إشارة إلى إحداث قلاقل داخلية تؤثر في أمن المملكة. وتابع "هارلين ": "هذه السياسة الجديدة لداعش تسببت في حدوث بعض الأحداث (الإرهابية) في المملكة، مثل حادثة مقتل الوافد الدنماركي، وحادثة الأحساء التي أسفرت عن مقتل 7 من أبناء المملكة"، مؤكدًا أن رد المملكة كان قويًّا؛ إذ ألقت القبض على 77 من المشتبه في انتمائهم إلى التنظيم. وأوضح الخبير أن سلطات المملكة متيقظة تمامًا لتحركات العناصر الإرهابية على أراضيها، وتمكنت خلال شهر مايو الماضي من القبض على 62 عنصرًا من عناصر داعش؛ لسعيهم إلى تكوين خلية إرهابية للتنظيم بمدينة أبها، مشيرًا إلى حرص المملكة على تحصين حدودها المشتركة مع العراق؛ الأمر الذي حال دون تمكن داعش من القيام بأي عمل عسكري على الحدود. وذكر الموقع أن المملكة لم تقتصر في حربها ضد الإرهاب على العمليات العسكرية بل حرصت كذلك على إنشاء مراكز للمناصحة والرعاية؛ وذلك في محاولة منها لرد تلك الفئة الضالة من شباب المملكة إلى الحق. وركز على أن عدد المشاركين في هذا البرنامج 2500 فرد، 300 منهم كانوا ممن ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج أثبت نجاحًا ملحوظًا؛ إذ لم تتعدَّ نسبة المرتدين للفكر الإرهابي غير 12%. وأشاد الموقع بوعي المملكة التام بالخطر الذي قد تشكله هذه النسبة الضئيلة من المرتدين على أمنها، وبما تبذله المملكة من جهود لتقليل هذه النسبة.