×
محافظة المنطقة الشرقية

أما بعد اليد الواحدة لا تصفق 2 - 2

صورة الخبر

«لا هي منة ولا عطية» كلمة أبدأ بها مقالي هذا اليوم، وكم أعجبتني هذه الكلمات التي قالها رجل عظيم في زمن قل فيه الرجال العظماء.. وقال: «المرأة هي أمي.. هي أختي.. هي بنتي.. وهي زوجتي..»، فكم لهؤلاء من الحقوق؟ كلمات لربما في ظاهرها لا تبدو غريبة من رجل عادي.. لكنها بالتأكيد كلمات عظيمة عندما تخرج من الملك الصالح الإنسان.. من الملك الأب الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ورعاه؛ لأنها تحمل أجمل وأعظم إحساس معبر عن مدى اهتمام ولي الأمر وإحساسه بالمسؤولية تجاه بناته وأخواته من أبناء شعبه ومكانتهن عنده ــ يحفظه الله. إن المرأة في عهد الملك عبدالله ــ أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ــ حصلت على الكثير من حقوقها وامتيازاتها، ووصلت إلى ما لم تصل إليه من قبل، حيث دخلت المرأة في عهد الملك الصالح مع الرجل جنبا إلى حنب مجلس الشورى ممثلة بـ30 امرأة عضوات في المجلس من خيرة الخبرات العلمية والإدارية الفاعلة، ومنحت حق الترشح والانتخاب في المجالس البلدية، وأصبح للمرأة في كل قطاع حكومي ووزارة وشركة قسم خاص بهن يراجعن ويتولين إنجاز أمورهن بإدارات نسائية وكفاءات مؤهلة، وهن الأقدر على ذلك؛ حيث تستطيع المرأة أن توصل للمرأة ما لا يستطيع الرجل إيصاله بالنيابة عنها، وأيضا فتحت لها مجالات عدة للعمل، ما جعلها تنطلق وتبدع، حيث لم تعد تقتصر وظيفة المرأة على التعليم والطب وحسب، بل تعدت إلى ما هو أبعد من ذلك، وأثبتت وجودها باقتدار، وبرزت وبكثرة المرأة العالمة والمخترعة وسيدة الأعمال، بل وصلت المرأة إلى أن تحلق بالطائرة في سماء كانت القيادة فيها حكرا على الرجال لعقود طويلة. ولا ننسى الأعداد الكبيرة من بناتنا المبتعثات، وأيضا المتدربات خارج المملكة، وهذا يعتبر إنجازا رائعا وعظيما في عهده ــ يحفظه الله ــ وهذا ليس بغريب من قلب ملك حكيم يتسع للعالم كله. وهذه الأسطر القليلة عما قدمه الملك الصالح لا تفيه حقه، ولكني أتحدث هنا عن جزئية مهمة قام ــ يحفظه الله ــ برعايتها والاهتمام بها بنفسه، أتحدث عن المرأة في فكر الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز. لذا، فإن الذي وصلت إليه المرأة السعودية، في بلد محافظ كالمملكة ومجتمع ذكوري النزعة، لهو تطور عظيم بمقاييس العصر وإنجاز يقف العالم له احتراما، وهذا كله بفضل من الله، ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين. وهنا، أوجه كلمة بسيطة لكل امرأة وفتاة على هذه الأرض الطيبة مفادها أن الله ــ سبحانه وتعالى ــ حباك ومن عليك بنعمة الدين والشرف الرفيع والكرامة ليحفظ لك حقوقك ويحميك من كل أذى وشر، ولا يتم ذلك إلا بالتمسك بأخلاق المرأة المسلمة والمواطنة المخلصة المعطاءة، فيجب أن يكون الصعود إلى قمة التطور وفق ضوابط ومظلة ديننا الحنيف، وأن نتمسك بهويتنا المسلمة ونستشعر أننا ننتمي لوطن عظيم يستحق منا أن نعمل لرفعته، وأن لا ننسلخ أو ننسى ذلك، وأن نعي بأننا نسعى إلى التطور والإبداع، لا إلى التحرر أو التغريب.. والله الموفق.