دوما يدور نقاش بين العاملين في القطاع الصحي عن عدم تحسن الخدمات الصحية بالرغم من وفرة الموارد والمعدات الطبية الحديثة، ناهيك عن جودة وكفاءة الكوادر الطبية؟ مكمن الخلاف، إما أن السبب عدم وجود نظام صحي (النظام يفصل ويتغير مع كل مسؤول) أو قلة القدرات الإدارية لقيادة المؤسسات الصحية! وجود نظام صحي غاية في الأهمية شريطة أن يطبق على كلٍّ، حيث تسلسل الخدمات يبدأ من الرعاية الصحية الأولية إلى المستشفيات الثانوية والمتخصصة، بحيث لا يأتي للمستوى الأعلى من الخدمة إلا من يستحقها بتحويل رسمي، إما أن يترك المريض المحتاج بين المراكز (التي تفتقد الخدمة) في حين صاحب الوساطة تفتح له أبواب لا يحتاجها صحياً دونما نظام يردعه، فالنظام لخدمة المريض دون تمييز. أما القيادات الصحية فأعتقد أنها ستتحسن إن وجدت ما تسير عليه، بشرط أن يكون هناك نظام صارم للعقوبة، وأن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، ولا مكان للتطبيل والتصفيق. مع ترك مساحة محدودة للإبداع والتجديد حسب الحاجة وبما لا يتعارض مع النظام. ما يميز الدول المتقدمة صحياً (وماشاهدته في كندا) وجود نظام يطبق على كل الناس. وأذكر أنني ذهبت لموعد بالعيادة كمريض و بعد مرور ربع ساعة ما كان من موظف الاستقبال إلا الاعتذار، طالباً أخذ موعد آخر ولم تفلح توسلاتي وإبرازي للبطاقة كزميل في كسر النظام، ترى لو كنت في بلدي هل سيحدث هذا، وإن حدث هل سأرضى أم ستقوم الدنيا ولا تقعد، وتصل الشكوى لكل المسؤولين والإعلام وربما يطرد موظف الاستقبال!!!