اتسعت دائرة المخاوف في لبنان، من عدم وصول الاستحاق الرئاسي إلى نهايته الطبيعية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط تعذر انعقاد جلسة الانتخاب، ومع استحالة التئام المجلس النيابي تتوسع احتمالات الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى، وسط فشل الاتصالات واللقاءات على أكثر من صعيد في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين والاتفاق على رئيس توافقي. وأظهرت المعطيات الأخيرة عدم قدرة أي طرف على حسم الموضوع الرئاسي بمفرده، وأن الحاجة ملحة إلى توافق أو اتفاق بين كتل مختلفة لإيصال رئيس جديد إلى قصر بعبدا.. وفي إطار المساعي الوفاقية التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي برئيس الحكومة السابق سعد الحريري في باريس، وقال الراعي بعد اللقاء: إن اللقاء تطرق إلى ضرورة الخروج بانتخاب رئيس يكون على مستوى حاجات لبنان. وأكد الراعي في تصريحات لقناة تلفزيونية لبنانية أمس، «العمل على تجنب الفراغ».. مجددًا رفضه كليًا لهذا الفراغ، ومؤكدًا أنه لا يحق لأي نائب أن يغيب عن جلسة انتخاب الرئيس، لأن الحضور واجب وطني ولأنه منتخب من الشعب ولأن الحضور واجب دستوري، مشددًا على أنه لا يمكن لأي نائب أن يستعمل الوكالة المعطاة له من الشعب اللبناني وكأنها ملكه الخاص. وفيما كان عدم حضور نواب كتلة حزب الله ونواب من قوى 8 آذار سببًا في عدم اكتمال نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يوم الأربعاء الماضي، رفض عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي مقولة «لبنان ذاهب للفراغ في الرئاسة الأولى»، معتبرًا «أن ليس هناك أي مشكلة إذا شغر موقع الرئاسة أشهرًا قليلة، طالما أن هناك حكومة وفاقية تقوم بواجباتها، ولا يمكن لرئيس الجمهورية إلا أن يكون توافقيًا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب». وأكد في تصريح «أن مقاطعة جلسة الانتخاب الثانية ستنسحب على الجلسة الثالثة في 7 مايو، بسبب عدم التوافق على مرشح يرضي الجميع واقتصار الترشح على سمير جعجع». وأشار إلى «وجود مساعٍ حثيثة وحوار متواصل بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي تدعمه 8 آذار، وبين تيار المستقبل لجعله مرشحًا توافقيًا بين 8 و 14 آذار». فيما أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي أن «هناك نقاشات بين مختلف القوى السياسية في لبنان لتفادي الفراغ الرئاسي»، مؤكدًا «حرص كتلة المستقبل على عدم حصول فراغ في موقع رئاسة الجمهورية».