×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ جدة يرعى افتتاح معرض سيتي سكيب جدة 2014 غداً

صورة الخبر

كم منّا يعيش كالطفل المدلّل؟ نخال كلّ شيء مهيّأ من تلقاء نفسه لخدمتنا، وتلبية إشارتنا؟ وتنفيذ رغباتنا؟. لا لعلّة واضحة سوى أننا نريد وعلى الكون من حولنا واجب التنفيذ!!. وليس علينا واجب الشكر والتقدير والشعور بالفضل!!. كذلك حال الكثيرين، يتقلّبون في نعم الله، ويتمتعون بخيراته وهم عاجزون عن عدّها، غير مدركين لكثرتها، ولا شاكرين للمتفضّل بها. إننا نحيا في كنف آلاء الله ونعمه التي تغمرنا في كلّ نَفَس لكنّ قليلاً منا الشكور!! وكثيرًا منّا من يظن أنّ أنعم الله ملك خاص به، وحق خالص له، ولا فضل لأحد في ذلك عليه. فالجحود طبع الإنسان لذا قال جلّ شأنه: (إِنَّ الْإِنْسَان لِرَبِّهِ لَكَنُود) فإذا كان الإنسان جاحدًا مع ربه، فكيف نحزن حين لا نحصل على الشكر والتقدير ممّن قدّمنا لهم أيادي بيضاء، وبذلنا من أجلهم جهدًا، وقدّمنا خيرًا كثيرًا؟. هل حزنت لأنّ صديقًا أكرمته فأهانك؟. هل تألمت لأن ابنك بررته فعقّك؟. هل بكيت لأن زوجًا أخلصت له فخانك؟. هل أغضبك أن تلميذًا علّمته فأنكرك؟. لا تحزن.. هكذا صنعوا من قبل مع ربك. وربهم الذي قال: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) اسمع الكثير من الشكوى من ضياع المنن، ونكران المعروف وتفشي الجحود، وأعجبُ من الشكوى والشاكي؟ أعجب من الشاكي لأنه غاب عنه كنود الإنسان، فاعتقد أن الحفاوة بمن يسدي المعروف طبع الجميع، والشكر والامتنان خلق أصيل عند كل الناس!! وأعجب من الشكوى.. لأننا أهملنا تهذيب النفوس، وتربيتها على تقدير المنعم وشكره، والاعتراف بفضله وإحسانه. لقد وجّهنا ديننا العظيم إلى كل خلق عظيم، وسلوك نبيل، وأمر المحسَن إليه بذكر النعمة التي سيقت له، والاعتراف بفضل مقدِّمها ومكافأته عليها بما تستطيعه اليد من خير الجزاء، أو ما يستطيعه اللسان من شكر ودعاء، قال صلّى الله عليه وسلّم: (مَنِ اصْطَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَجَازُوهُ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ مُجَازَاتِهِ فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّكُمْ شَكَرْتُمْ، فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ). وحين أهملنا ذلك، وتهاونّا في تأصيل ذلك في النفوس حصدنا الجحود والنكران. إن الأب اليوم يتفاني من أجل تلبية كافة طلبات ابنه دون أن يعلّمه كيف يشكر، ويقدّر، ويقابل الإحسان بإحسان أكبر. ثم تجده يبكي ويشكو عقوق هذا الابن وكنوده!! إنّ حفظ المعروف وإكرام أهله من أعظم سبل توثيق أواصر الجماعات التي حتمًا ستذوق عذاب الفرقة، وانفصام عرى الائتلاف، وضياع الحقوق، ونكران ذويها عندما تتنكرّ لأهل الجميل وصنّاع المعروف!! إننا نعتقد أننا نحصد ما نزرع، هكذا علّمونا فتجد الناس يزرعون الخير، ويصنعون المعروف، لكنهم لا يحصدونه، لأنهم لم يرووه بماء الشكر والامتنان. حينما تصنع معروفًا مع أحد.. تأكّد أنه تربّى على جمال الشكر ونضارة تقدير الإحسان. وإلاّ لا تلومنّ إلاّ نفسك حين يقابل إحسانك بعدوان ونكران. أو اجعل محض عملك لله، وأنشد ثوابه وحده، ولا تنتظر شكرًا من أحد، ولا تتوقّع ذكر فضلك، بل يتوقّع الإساءة ونسيان الفضل، لأنّ البعض لا يكفيه جحود خيرك، فقلوبهم تغار ممّن هو أفضل منهم فتمتلئ حقدًا. لذا كان هناك -دومًا- فارق بين أصحاب الأمجاد.. والأوغاد!! alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain