أبها علي فايع أبدى رئيس نادي القصيم الأدبي الأسبق، الدكتور حسن الهويمل، عدم ارتياحه للعنوان الذي اختير ليكون فاتحة للقاءات نادي أبها الأدبي الدورية برؤساء الأندية الأدبية السابقين، موضحاً أن الاسم قد لا يكون مقبولاً؛ لأنّ الثقافة لا تدار ولا تشكّل ضمن الدوائر الرسمية، بل الواجب أن تتشكل خارج الإطار الرسمي، لكي تتجاوز القيود. وشارك الهويمل في اللقاء الذي نظمه نادي أبها الأدبي مساء الثلاثاء الماضي تحت عنوان «مديرو الثقافة»، إلى جانب رئيس نادي أبها الأدبي الأسبق محمد بن حميد، وأدار اللقاء الأديب إبراهيم اللوذ. وقال الهويمل إنّه لا يدري ماذا يفعل في هذا اللقاء؟ وتساءل: هل يدير نفسه حول النشاط أم يدير النشاط حول نفسه. وهل يتحدّث ليزكي نفسه أم يدافع عنها؛ لأنّ تراكم التجارب والتحولات السريعة والتعلق في الجديد يجعل الإنسان حريصاً على رفع هذه الملفات، ولكن لأنّ نادي أبها ابتدر هذه الفكرة فقد وجب عليه أن يقول إنّ الأندية أدت دوراً متواضعاً في سياق الحركة الثقافية. وعن نادي القصيم الأدبي، ذكر الهويمل أنّهم بدأوا نشاطهم في شقّة تبرع بها أحد الموسرين تشبه في نشاطها نشاط بعض المؤسسات الوهميّة التي تنشئ مقرات للعمالة الوهميّة. وأضاف أنّ النادي بدأ تشكيل مجلسه بالانتخاب الذي فاز فيه برئاسة النادي. وأوضح أنه يرأف برؤساء الأندية الأدبية؛ إذ لم تعد الأندية قادرة على أن تستعيد مكانتها، لافتاً إلى أننا لو عشنا عقلياتنا الآن لحققنا أشياءً كثيرة. وأشار الهويمل إلى أنّ بعض المناطق كانت تمتاز أنديتها بالهيمنة الدينية عليها، والحياة كلها محاولات، وقد حاولنا الالتفاف على السلطات الثلاث الدينية والاجتماعية والسياسية. وذكر أنّ بعض الأندية حققت قفزات إلاّ أنّه أثنى كثيراً على نادي جدة الثقافي في عهد عبدالفتاح أبو مدين على الرغم من الحساسيّة التي ذكر أنّها كانت بينه وبين نشاطات نادي جدة في وقتها. وختم الهويمل مشاركته بأنّ الأندية الأدبية فيها نوع من البطء، وكان يتمنى أن تكون هناك مشاريع ثقافية، لكن مع الأسف لم تتحقق على المستوى الرسمي ولا على مستوى الأفراد باستثناء حمد الجاسر، مبيناً أن على الأندية الأدبية اليوم أن تتحرر؛ لتملك حريتها في ظل الغزو الفكري؛ موضحاً أن لا قيمة تذكر للتبعية. وأضاف أنّ القضية ليست في التعيين أو الانتخاب، ولكن القضية في كيفية إدارة هذه المؤسسات الثقافية. أمّا محمد بن حميد، فقد أشار إلى أنّ نادي أبها الأدبي بدأ نشاطاته الثقافية المتعددة، واستضاف عديداً من القامات الفكرية العربية والسعودية، وقد مضت المسيرة. وأشار ابن حميد إلى أنّهم طالبوا بتغيير منظومة الأندية الأدبية، وعرضت أفكارهم تلك على الرئاسة العامة لرعاية الشباب (حينما كانت الأندية الأدبية تحت إدارتها) أكثر من مرّة، إلاّ أنّها أرادت أن تستمر الأندية كما هي لأمر ما، وثقة بالمسؤولين فيها؛ حيث تمّ التجديد لهم سبع دورات في 28 عاماً، وقد انتهت إلى خير، وجاء التغيير الذي أرادته الدولة، لافتاً إلى أنه طالب بهذا التغيير حين كان عضواً في مجلس الشورى. وقال إن همّهم كان في أن تسند الأندية إلى مؤسسة أهلية لا وصاية للدولة عليها؛ لأنّ الأدب يعيش في المناخ الحر غير المقيد. وذكر أنّه طالب مع زملاء آخرين في مجلس الشورى بأن تكون وزارة الثقافة مستقلّة أو أن تكون الثقافة مؤسسة خاصّة، ولا بأس من دعم الدولة. لكنّ مقترحاتهم تلك، لم يرد عليها حتّى تفاجأ الجميع بضم الثقافة للإعلام، وفي هذا ظلم للثقافة، حسب قوله. وذكر أنّ «رياح التغيير عصفت بالأندية الأدبية وغيّرت ملامحها، ونحن مع التغيير برغم أننا ما زلنا نتمنّى أن تبقى الأندية الأدبية ذات لون خاصّ. ولا صلة لها بشموليّة الثقافة»، متابعاً أنّ كلّ ما كان يدور في نادي أبها الأدبي لم يكن يتجاوز الخلاف لا الاختلاف.