×
محافظة الرياض

«إعلان الرياض»: تشكيل قوة من 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب

صورة الخبر

حصيلة مبهرة تلك التي كانت حصاد اليوم الأول لزيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى المملكة. لغة الأرقام التي أدهشت المتابعين والتي لم تكن تصريحات بل كانت اتفاقيات وُقّعت بين البلدين الند للند؛ وهو ما يُلجم كل تلك الأقلام الموتورة التي رأت أن زيارة الحليف الأمريكي سيكون هو المستفيد الأكبر منها. اليوم أيضاً يوم حافل للسياسة السعودية؛ حيث هي محطّ أنظار العالم، وتستضيف ربع أقطاره المؤثرين عالمياً وإسلامياً. إنها مسؤولية كبيرة تليق بدولة عظيمة مثل المملكة في ريادة العمل الإسلامي وتعزيز المضيّ قدماً في دعم السلام العالمي، وهي رسالة إسلامية خالصة. وبشهادة الخبراء والمحللين استطاعت السعودية -خلال القمة الثنائية مع الشريك الأمريكي- انتزاع الكثير من المكاسب ووضع رؤية السعودية 2030 في قلب الحدث لتستثمر بذكاء الزيارةَ في مصب الأهداف؛ وهو أمر لم يكن مجرد تعريج؛ بل هي وثائق للتاريخ وثّقها الزعيمان الكبيران بالتوقيع على الرؤية الاستراتيجية المشتركة للبلدين وهذه النقطة تحديداً لها أبعاد في غاية الأهمية يقرأها الخبراء فيما بين السطور. اتفاقيات واستثمارات قاربت الـ290 مليار دولار ستضع الرؤية السعودية في محل قوي بتعزيز نقل المعرفة وتوطين التقنية؛ بل كان اللافت جداً حجم الفرص الوظيفية التي ستوفرها تلك الاتفاقيات بإذن الله لشباب وشابات المملكة. فبداية بتعزيز وتوطين الصناعات العسكرية عبر عدد من الاتفاقيات النوعية مع أفضل شركات تصنيع السلاح في العالم، مروراً بالمجال التكنولوجي ومجال توليد الطاقة وتصنيع المنتجات والاستثمار في التقنية والبنية التحتية إلى مجال الاستثمارات البتروكيميائية وغيرها الكثير عند الخوض في التفاصيل. وهنا يمكن ملاحظة التركيز السعودي على أن تثمر تلك الاتفاقيات عبر توفير آلاف الوظائف؛ مما يعني اهتماماً عالياً بهذا الجانب الذي يُعَد من أكبر التحديات التي تواجه دول العالم. إن الرسائل التي انطلقت من مكتسبات الأمس بين البلدين؛ كانت كفيلة بتعزيز الأمن ورفع مستوى التعاون الاقتصادي ليجعل من السعودية في صدارة الدول الأكثر شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة. لقد عكست اتفاقيات الأمس حِرص المملكة على تعزيز المحتوى المحلي الذي يُعنى بتطوير القطاعات الخدمية والصناعية وتأسيس مشاريع نوعية ومتقدمة في آخر ما توصلت إليه العلوم، مع الحرص على نقل المعرفة من أفضل سوق لها في العالم؛ بل إن الحضور السعودي الثقيل أمس استفاد من ثقلها الجغرافي الاستراتيجي والفاعل في جذب الاستثمارات الخارجية؛ لتعزز في النهاية السوق المحلية وتفتح فرص وظيفية كبيرة جداً. حيث يمكن لكل قارئ أن يتتبع أي بيان يصدر بعد أي اتفاقية؛ ليرى أن هناك عنصراً ثابتاً فيها ينص على توفير الوظائف للسعوديين. وعلى سبيل المثال شركة آي بي إم ستخلق مشاريعها 38 ألف وظيفة للشباب والفتيات السعوديين ضمن نقل التقنية. وشركة جنرال إليكتريك وافقت في اتفاقيات وُقّعت في هذه الزيارة على مشاريع تنفذها داخل المملكة ستهيئ 4 آلاف وظيفة متقدمة. رسالة السعودية أمس والتي تؤكدها اليوم، أن التركيز على المستقبل والتطور من خلال الشراكة، والولايات المتحدة شريك رئيسي معنا لتحقيق أهدافنا الاقتصادية، ويعكس ذلك عدد وحجم ونوعية الاتفاقيات ومدتها الزمنية الطويلة، وهي ليست مشتريات بل نشاطات وأعمال مشتركة متعددة.