×
محافظة المنطقة الشرقية

«محلي النعيرية» يناقش المشاريع «المتعثرة» ومطالب الأهالي

صورة الخبر

ينقسم اللاجؤون السوريون في لبنان حيال "ترشح" رئيس النظام السوري بشار الأسد لفترة رئاسية ثالثة، بين من يرى فيه "رئيساً شرعياً"، وآخرون يعتبرون أن هذه الإنتخابات لن يغير من نتيجتها "المعروفة سلفاً" حقيقة أنها ستكون أول إنتخابات تعددية تشهدها سورية منذ خمسينيات القرن الماضي، وستكون "مسرحية هزلية" تكرّس الأسد من دون منافسة حقيقة. تضم مدينة صيدا، جنوب لبنان، مخيمين للاجئين السوريين، لا يبعدهما جغرافياً سوى بضعة كيلومترات، لكن البون الشاسع بينهما في السياسة يختصر إلى حد بعيد حكاية الرأي العام السوري من الإنتخابات الرئاسية التي دعا إليها النظام السوري على أن يبدأ التصويت لغير المقيمين على الأراضي السورية في 28 أيار (مايو) المقبل، بينما يكون يوم الإقتراع داخل البلاد في الثالث من حزيران (يونيو). وفي حين تشير أرقام المنظمات الدولية إلى أن ما يقارب 9 مليون سوري نزحوا بسبب الحرب، فقد أعلن النظام حرمان كل سوري غادر البلاد بطريقة "غير شرعية" من التصويت في الإنتخابات التي يترشح فيها الأسد إلى جانب 10 مرشحين آخرين بينهم إمرأتان ومسيحي واحد. الطريق باتجاه مخيم "الإيمان" في منطقة عبرا القديمة في صيدا، وهو عبارة عن مبنى غير مكتمل البناء، ليست معبدة. تلفها أشجار الزيتون، ويتوزع على جوانبها أولاد اللاجئين يمارسون العابهم المختلفة التي تلائم وضعهم الجديد، لكن ما إن يلمحوا الكاميرا حتى يسارعوا إلى الإبتسام والإستعداد لإلتقاط الصور. لا يختلف الوضع داخل المخيم المجهز بطريقة جيدة نسبياً مقارنة بالمجمعات العشوائية الأخرى المنتشرة داخل الأراضي اللبنانية، إلا لناحية تأييد غالبية سكانه لرأس النظام السوري بشار الأسد، كما يعبر أبو حسين (55 عاماً)، مسؤول المخيم الذي فضل عدم الظهور أمام الكاميرا. ووصف محمد كنانة، من حلب، الأسد بأنه "صاحب الشرعية الأفضل لرئاسة سورية". ورأى كنانة في حديث لـ "الأناضول"، أنه "طوال 40 سنة من حكم آل الأسد لم نر إلا كل خير، والآن هناك الكثير من القتل والدماء وقطع الرؤوس من قبل داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام)"، مؤكداً أنه نزح من مدينة حلب "حتى يتمكن النظام السوري من تطهيرها من المسلحين". لا تبدو الصورة مختلفة عند أبو خالد، اللاجئ من الغوطة الشرقية لدمشق منذ أكثر من سنة، الذي رأى في ترشح الأسد "أمراً عادياًجداً"، مشيراً إلى أنه "سيمارس حقه الإنتخابي كمواطن سوري، إما من خلال السفارة السورية في بيروت أو بالذهاب إلى سورية للإقتراع فيها"، من دون أن يكشف عن هوية المرشح الذي سينتخبه. لا تبدي أم علي (49 سنة) النازحة منذ ما يقارب السنة ونصف السنة أي إهتمام بالإنتخابات الرئاسية، مشددة على أن "همها الوحيد هو تربية أولادها الأيتام وتأمين العلاج لإبنها المريض، لأنها لا تستطيع نقله إلى سورية". 10 دقائق هي المدة الزمنية الفاصلة بين مخيمي "الإيمان" و"الأوزاعي" في صيدا للاجئين السوريين، لكن الفارق كبير من الناحيتين البيئية والصحية، بالإضافة إلى التركيبة الإجتماعية والميول السياسية. مخيم الأوزاعي عبارة عن مبنى قيد الإنشاء تسكن فيه مئات العائلات الوافدة من حماة وريفها فقط، وتفوح منه رائحة كريهة بفعل مياه الصرف الصحي المكشوفة والمحيطة به من كل جانب مع ما يسببه ذلك من إنتشار للأمراض. تدفع ظروف المعيشة الحالية المزرية، أم مروان إلى تذكر حكاية بيتها، وأرضها المزروعة بالقطن والخضار، وحال الرفاه الذي كانت تعيشه في حماه، مضيفة بحرقة إن "طائرات النظام والبراميل المتفجرة قضت على كل شيء". تعتقد الحاجة الثمانينية في حديثها لـ" الأناضول" أن الاسد الذي صبت جام غضبها عليه، سيفوز بالإنتخابات الرئاسية لأن هناك "دولاً خائنة تدعمه، وتريد دمار سورية". أما أبو أنس، العاطل عن العمل حالياً، فيتعامل مع موضوع الإنتخابات باستهزاء، واصفاً إياه بـ "المضحك جداً"، مشيراً إلى أن "الأسد سيفوز من دون إنتخابات حتى". ويبرر إعتقاده هذا، بمشاركته في الإنتخابات الرئاسية السابقة التي عايش أحداثها في العام 2007، حين كانت صناديق الإقتراع ممتئلة بالأصوات حتى قبل إقتراع الناخبين، بالإضافة إلى "تصويت" إبن عمه المتوفى منذ 1932! وأظهر تقرير للأمم المتحدة صدر أخيراً، أن عدد النازحين السوريين المسجلين في لبنان فاق مليون و34 ألف‎. وأثار ترشح الأسد الذي كان ورث الرئاسة عن أبيه في العام 2000 بعد تعديل دستوري سمح له بذلك، موجة من الإنتقادات العربية والدولية اعتبرت ذلك بمثابة إغلاق لباب الحل السياسي من قبل النظام الذي يخوض حرباً ضد ثورة الشعب السوري منذ العام 2011. لبنانسوريابشار الاسداللاجئون السوريونالانتخبات الرئاسية السورية