ترددت كثيرا قبل أن أكتب موضوع اليوم، وهل هو مناسب للنشر أم لا؟ وحتى لا أتهم بالسطحية فقد أجريت مسحا بسيطا لمن أعرفهم والقريبين لي وتفاجأت بأنهم أيضا يعانون نفس المشكلة. فقد أظهرت دراساتي والتي لا أثق بها عادة، أن أغلب السعوديين لديهم مشكلة في عملية التخلص من الأشياء، أو بعبارة أخرى «المستودعات» ولا أعرف ما هو السر الغريب الذي يجمع بيننا وبين المستودعات؟ المستودع موجود في كل مكان بالمنزل بطريقة غريبة. وهو متشكل بأشكال مختلفة، فأحياناً على شكل غرفة، وأحياناً على شكل أرفف، وأحياناً سطح كامل! دراساتي أيضاً تؤكد أننا لا نستخدم سوى 15% من أدوات المطبخ، ورغم ذلك مطابخنا تعج بالأغراض والأدوات. وبعد بحث واستقصاء طويلين وجدت الخلل، واكتشفت أن كل المشاكل تأتي من عبارة واحدة وهي «ربما أحتاجه لاحقا». هذه العبارة هي السبب الحقيقي وراء تحول منازلنا لمستودعات كبيرة. المشكلة أننا غالبا لا نحتاج هذا الشيء، وإذا احتجناه فإننا نشتري غيره لأن عملية البحث عنه بين الركام أصعب بكثير من الشراء. اكتشفت أيضا أننا شعب عاطفي جداً وحنون جداً، لدرجة عندما يقع بين أيدينا شيء لا نحتاجه فإننا نتذكر تلك اللحظات الجميلة التي خدمنا فيها ويصعب علينا التخلي عنه حتى لو كان لا يعمل نهائياً. ولو كنت رجلا محباً للتجارة لما ترددت في إنشاء شركة تهتم بالمستودعات المنزلية، وإعادة ترتيبها وترقيمها والتخلص من الخردة التي لا يريدها العميل. وأخيرا نصيحة: إذا وقع بين يديك شيء وقلت لنفسك «ربما أحتاجه لاحقا» فتخلص منه مباشرة ولا تتردد، لأن هذا الشيء مع الوقت سيكون له أصدقاء وسيزدادون ثم سيتحولون لوحش يشوه منزلك.