بعد ساعات قليلة من توجه الناخبين العراقيين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الأولى منذ الانسحاب الاميركي نهاية 2011، انفجرت عبوة ناسفة قرب مركز انتخابي في محافظة كركوك العراقية ما أدى إلى مقتل امرأتين. كما أفاد مراسل العربية عن سقوط قذيفتي هاون قرب أحد مراكز الاقتراع دون وقوع ضحايا. وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام ملايين الناخبين الأربعاء 30 ابريل 2014 الساعة السابعة (07,00 تغ) على أن تستمر عملية التصويت حتى الساعة السادسة مساء (15,00 تغ). ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحاً، آملين الدخول إلى البرلمان المؤلف من 328 مقعداً. ومن المتوقع أن يتوجه أكثر من 20 مليون عراقي للمشاركة في الانتخابات التشريعية، وسط إجراءات أمنية مشددة، لا سيما في ظل التوتر الذي تشهده البلاد. حيث يعيش العراقيون حالة من الخوف الشديد من العبوات الناسفة والانتحاريين بعد ارتفاع ملحوظ للعنف الذي يحاول منع العراقيين من إنجاز أي تغيير يريدونه. ففي بعض المناطق يعيش أهلها منع تجول إرادي، كما يتوقع البعض أن يصدر المالكي قراراً بمنع التجول يوم الانتخابات بحجة الحماية من التفجيرات. في المقابل، يعيش السياسيون صمتاً انتخابياً فرضه القانون، حيث يمنع عليهم الاستمرار بحملاتهم الانتخابية. إلا أن هذا الصمت لم يخف الانقسام العراقي في الانتخابات، فالمالكي ومعه قائمة دولة القانون، يحاولون الفوز بأكثر من تسعين مقعداً في البرلمان للاحتفاظ بدور بيضة القبان التي يحتاجها الجميع لتأليف حكومة. أما أبرز حلفاء المالكي فقد آثروا الابتعاد عنه ومهاجمته، من مقتدى الصدر إلى عمار الحكيم اللذين اتخذا قراراً بإسقاطه، وكذلك المرجعية الشيعية التي تقف على مسافة من إيران دعت أيضا إلى التغيير. يبقى الأكيد أن فوز المالكي في الانتخابات يحتاج إلى خفض نسب المشاركة في الاقتراع، وهو أمر قد يحصل، في ظل تفجيرات تطال مناطق غير محسوبة على المالكي، وانتشار عناصر تنظيم داعش في مناطق أخرى، والتهويل من الأحداث الأمنية. كلها أمور قد تجعل العراقيين يفضلون انتظار النتيجة بدل المشاركة في صناعتها.