أغلقت مجموعات شبابية فلسطينية مداخل مدينة رام الله صباح الأربعاء، كما أغلق آخرون مقر الأمم المتحدة في المدينة احتجاجا على عدم الاستجابة لأسرى في السجون الإسرائيلية مضربين عن الطعام منذ شهر, في حين أغلق الصليب الأحمر مقره إثر ما وصفها بتهديدات ضد موظفيه. وأشعل شبان الإطارات عند المداخل الشمالية والشرقية والجنوبية لمدينة رام الله وأغلقوها بالحجارة ساعات، وطالبوا السلطة الفلسطينية بالضغط من أجل وقف معاناة الأسرى المضربين والاستجابة لمطالبهم. وتحت عنوان "لن نستقبل أسرانا شهداء"، شارك عدد من أهالي الأسرى ونشطاء متضامنون معهم في إيقاف عمل موظفي مكتب الأمم المتحدة بمدينة رام الله، ومنعوهم من دخول مكاتبهم بعد الاعتصام أمام البوابة الرئيسية، بسبب ما وصف بتنصل المنظمة الدولية من تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية وصمتها عن قضية المضربين عن الطعام. وقال بيان للنشطاء إن الفلسطينيين يشهدون تقاعسا دوليا في حماية حقوق الأسرى والمعتقلين السياسيين الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحقهم، وخاصة بعد 31 يوما من إضرابهم المفتوح عن الطعام. وطالبوا بتدخل عاجل من الأمم المتحدة لحماية أرواح المعتقلين المضربين عن الطعام، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الاحتلال التي تقترف بحق الأسرى -وخصوصا المضربين عن الطعام- لإجبارهم على كسر إضرابهم. زيادة أكد أنه لم يتلق أية معلومات عن الحالة الصحية لابنه الأسير (الجزيرة) وقال محمود زيادة والد الأسير المضرب عن الطعام مجد زيادة للجزيرة نت إنه لم يتلق أية معلومات عن حالته الصحية وظروف اعتقاله منذ بدء إضرابه، سوى أنه محتجز في عزل سجن نيتسان "الرملة". قلقوأبدى زيادة قلقا كبيرا على حياة الأسرى المضربين، وطالب الأمم المتحدة بالقيام بمسؤوليتها في التدخل لحماية حياة الأسرى والسماح لعائلاتهم بزيارتهم ووقف التنكيل بهم منذ بداية الإضراب. وحمل النشطاء والأهالي صور الأسرى المضربين عن الطعام، ودعوا إلى محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وطالب أهالي الأسرى الهيئة العامة للأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة لمناقشة قضية إضراب الأسرى و مطالبهم، ووضع حد للانتهاكات اليومية والتهديدات بتطبيق التغذية القسرية عليهم مما يعرض حياتهم للخطر الجدي. وجاء إغلاق مكتب الأمم المتحدة بعد إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر إغلاق مقرها في مدينة رام الله حتى إشعار آخر بسبب التهديدات الخطيرة ضد موظفيها ومكاتبها، كما ورد في بيان صحفي للجنة مساء الثلاثاء. الشرطة الفلسطينية تحاول التدخل لمنع إغلاق مكتب الأمم المتحدة (الجزيرة) وقالت اللجنة إن مجموعة من الأشخاص اقتحموا مكتبها وهددوا سلامة موظفيها وطالبوهم بوقف العمل ومغادرة المكان. وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس والضفة الغربية كريستيان كاردون إن "هذه الأفعال غير مقبولة ويجب وقفها فورا. وأكد كاردون أن زيارة المضربين عن الطعام لتقييم ظروف احتجازهم والمعاملة التي يتلقونها واحترام حقوقهم، أولوية بالنسبة للصليب الأحمر. ومع دخول إضرابهم الشهر الثاني، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع إن نحو 1300 أسير فلسطيني يواصلون إضرابهم عن الطعام، فيما ينقل العشرات منهم يوميا إلى مستشفيات ميدانية افتتحتها مصلحة السجون منذ بداية الإضراب. وأضاف قراقع -في تصريح صحفي- إن عددا من المضربين تدهورت حالتهم الصحية بشكل خطير، كالأسير حافظ قندس من يافا الذي نقل إلى المستشفى بحالة نزيف داخلي.