في هذه الأيام لاصوت يعلو على صوت فيروس الكورونا وهو يجوس خلال الديار ويهاجم ضحاياه بكل شراسة وعنف معتمداً في ذلك على الغموض والغرابة وعلى حجم الإشاعة المرعبة التي يتداولها الناس عن هذا الفيروس والتي يبدو أن البعض قد رآها فرصة له ليقوم بتشويه سمعة الآخرين عن طريق نشر الإشاعات المغرضة عن وجود فيروس الكورونا في بعض المنشئات الطبية والمراكز الصحية ، وهو الأمر الذي قابلته وزارة الصحة بالصمت التام مما أعطى لهذه الإشاعات حجماً أكبر من حجمها وأصبغ عليها وهم المصداقية . ورغم هذا الضجيج الذي أحدثه فيروس الكورونا والإشاعات المرافقة له إلا أننا نجد أن هناك قضية أخرى لاتكاد تقل أهمية عن هذا المرض ، فهي وإن كانت تختلف في طبيعتها عن مسببات هذا المرض واتصافها بأنها أكثر شراسة من فيروس الكورونا إلا أنها تكاد أن تتفق معه في النتائج . القضية الأخرى هي قضية العنف الذي تمارسه بعض فئات العمالة المنزلية والجرائم التي يرتكبها بعض الخدم بحق مخدوميهم والتي هي أشد ضراوة من فيروس الكورونا ، كونها لايمكن التنبؤ بمقدماتها والأسباب الداعية لها ، ولاتزال وسائل الإعلام تطالعنا بين الحين والآخر بأخبار العنف والجرائم التي يمارسها البعض من هذه الفئة من قتل وتعذيب للأطفال والسحر وتسميم الأسر، ولعل آخر هذه الجرائم هي جريمة القتل التي تعرضت له إحدى النساء في مدينة الطائف على يد خادمتها رغم المعاملة الحسنة التي كانت تعاملها إياها . لقد أصبح المجتمع بين فكي كماشة إحدى طرفيها فيروس الكورونا المرعب والطرف الآخر جرائم العمالة المنزلية المميتة ، إلا أنني أعتقد أن الوعي المجتمعي والتعامل المنظم والواعي من قبل الجهات ذات العلاقة كفيل بالقضاء على هذه القضايا المرعبة وغيرها من القضايا التي قد تؤرق المجتمع ، فالشفافية مطلوبة في التعاطي مع تداعيات فيروس الكورونا الغامض منعاً لتفاقم الشائعات واحتواء حالات الهلع المصاحبة لذلك إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالجانب التوعوي عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى يصبح جميع أفراد المجتمع على دراية تامة بكيفية التعامل مع هذا المرض . أما مايخص العمالة المنزلية فإن الاختيار المبني على التقارير الطبية المعتبرة وكشوفات الحالة النفسية لهؤلاء الخدم قبل تشغيلهم ، ومعاملتهم المعاملة الحسنة التي أوصى بها ديننا الحنيف لهي كفيلة بإذن الله في تفادي الكثير من حالات العنف والممارسات الإجرامية التي قد ترتكبها مثل هذه الفئة . حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: فيروس الكورونا من أمامكم والخدم من وراءكم