يتعلق الصغار بالكبار وبعض المشاهير ويحلمون برؤيتهم ناهيك عن محادثتهم أو التصوير معهم. وبالمناسبة يقال: إن الملاكم الأمريكي الشهير (تايسون)، كان يجلس يوما في أحد المقاهي في كلفورنيا، عندما اقترب منه رجل معه صبي صغير، وقال له الرجل: فينك يا تايسون، لماذا لم تحضر إلى مأدبة العشاء التي أقمتها لك في المنزل؟! ونظر الملاكم للرجل الذي لم يسبق له أن رآه من قبل، وعرف سريعا أنه يريد أن يظهر لأبنه الصغير معرفته لشخصية شهيرة، فجاراه في حديثه وأجابه مجاملا: أسف جدا، إنني أعدك ولكنني سوف أحضر في المرة القادمة، وقال له: وهو يشير إلى الصبي: أليس هذا هو ابنك الذي حدثتني عنه؟!، إنه لطيف، ثم التفت للصغير قائلا: اهتم بنفسك يا بني، واسمع كلام أبيك، واشرب كثيرا من الحليب، وكل كثيرا من الخضروات، حتى تصبح يوما بطلا من أبطال الرياضة، فأخذ الطفل يتقافز من شدة الفرح. وقال الرجل وهو يسحب ابنه: حسنا، إلى اللقاء يا تايسون، وسأراك فيما بعد. وما كاد الرجل أن يستدير، حتى سمعه وهو يحادث ابنه: ألم أقل لك إنه دائما يكون في حاله سكر متصل، وما أكثر من نصحته، ولكنه غبي لا يقبل النصيحة. وبما أن تايسون مشهور بسرعة الانفعال والحمق، فما كان منه إلا أن يلحق بالرجل ويوجه له لكمة بطحته على الأرض أمام ابنه. وهذه الحادثة ذكرتني بموقف حصل في سنة 1972، عندما ذهبت برفقة أحدهم لحضور حفلة غنائية (لأم كلثوم)، وهي الحفلة الوحيدة التي حضرتها لها، وحيث إن رفيقي متيم بكوكب الشرق إلى درجة الوله، فما كان منه في منتصف أحد المقاطع إلا أن يهب واقفا وقد استخف به الطرب إلى درجة أنه نسي نفسه واتجه إلى خشبة المسرح يريد أن يظهـر إعجابه، فما كان من أحد (السكيورتي) إلا أن ينقض عليه معتقدا أنه سوف يعتدي على (سومة)، ومن شدة هذا الانقضاض تقطعت أزارير (جاكتة) رفيقي وانلوى ذراعه وكاد أن يكسر. والحمد لله أنني بقيت قابعا في كرسيي، وما صدقت على الله أن تنتهي الحفلة. وعند خروجنا نصحته قائلا: خفف من غلوائك من محبتك (للست)، فها هي ذراعك كادت أن تنكسر بسببها، فرد علي بحدة قائلا: حتى لو رقبتي انكسرت فلن أتوقف عن حضور حفلاتها، أجبته: أبشرك إنك سوف تتوقف مرغما، لأن (الولية) كبرت، وتبدلت مخارج ألفاظها، ألم تسمعها عندما كانت تردد: يا سلام سلم، قد تحول حرف (السين) عندها إلى حرف (الشين)؟!. وكانت تلك الحفلة هي آخر حفلة غنتها لأنها بعدها ماتت، وكرهني بعدها ذلك الرجل معتقدا أن حضوري كان شؤما عليها. رحمه الله، وأنني أنصح بسماع أروع أغانيها: (رق الحبيب).